مصفّفو الشعر وخبراء التجميل اللبنانيون يتركون بصماتهم على الساحة العالمية

لطالما اشتهر لبنان بكونه مهد الفنون والأناقة، بروح إبداعية تزدهر حتى في خضمّ المحن. وبالإضافة إلى تأثيره على الموضة والتصميم، أنتج لبنان عددًا ملحوظًا من مصفّفي الشعر وخبراء التجميل الذين أعادوا تعريف معايير الجمال العالمية. وقد نجحوا في احتلال مكانة فريدة في صناعة التجميل العالمية. وقد زيّنت أعمالهم أغلفة المجلات، والسجّاد الأحمر، وعروض الأزياء، وحفلات الزفاف في جميع أنحاء العالم، ما جعل لبنان قوة إبداعية. نقدّم في هذه المقالة نبذة عن بعض أشهر مصففي الشعر وخبراء التجميل اللبنانيين الذين يكمل عملُ بعضهم عملَ البعض الآخر.

جون ساهاك – الثوري:

يُعرف الراحل جون ساهاك، باسمه الحقيقي ساهاك جامغوتشيان، على نطاق واسع باعتباره رائداً في مجال تصفيف الشعر. ولد ساهاك في بيروت لعائلة أرمنية، وفي سن الثامنة عشرة انتقل إلى باريس. في ثمانينيات القرن الماضي افتتح صالونًا في نيويورك. يُنسب إلى ساهاك الفضل في إدخال تقنية ”القص الجاف“، وهي تقنية أحدثت ثورة في تصميم الشعر من خلال السماح لمصففي الشعر بنحت الأشكال وصقلها بدقة أكبر. لم تقتصر براعته الفنية على تصفيف الشعر فحسب، بل شملت الحركة والتميز والحرية. وصل تأثير ساهاك إلى أعلى مستويات الموضة، حيث عمل مع مجلة فوغ وأشهر عارضات الأزياء في التسعينيات، إضافةً إلى عدد كبير من مشاهير هوليوود. لا تزال روحه الرائدة تلهم الأجيال الجديدة من مصففي الشعر الذين ينظرون إلى تصفيف الشعر كشكل من أشكال الفن وليس كحرفة.

الصورة بواسطة Mohamed Hassan على pxhere

تصفيف الشعر فن عالمي أبدع فيه اللبنانيون

جو رعد – الفنان الشامل:

مصفف شعر لبناني من مواليد سوريا. خلال مسيرته ارتبط اسم جو بأهم النجمات العربيات منهن هيفاء وهبي، مايا دياب، نانسي عجرم، سميرة سعيد، ميريام فارس، هند صبري، سمية الخشاب وغيرهن. انتقل بعدها إلى الغناء عام 2015، ولكنه يظل أحد أهم المصففين اللبنانيين.

الصورة بواسطة Nanocoloraturo على wikimedia

جو رعد والفنانة سميرة سعيد

طوني المندلق - مصفّف شعر المشاهير:

أصبح طوني المندلق أحد أشهر الأسماء في عالم تصفيف الشعر العربي. اشتهر بتسريحاته الأنيقة وتسريحات الشعر الساحرة للعرائس، وقام بتصفيف شعر عدد لا يحصى من المشاهير وأفراد العائلات المالكة والعرائس الذين يبحثون عن أناقة خالدة. يمتلك المندلق صالونًا في لبنان يجذب عملاء من جميع أنحاء الشرق الأوسط، وتكمن براعته الفنية في المزج بين التقاليد والاتجاهات الحديثة. تنضح تصفيفاته بالرقي والثقة، ما يجعله اسمًا موثوقًا به للمناسبات البارزة. إلى جانب عمله مع العملاء، اكتسب أيضًا سمعة طيبة كمرشد للمصممين الشباب، حيث ينقل خبرته لهم للحفاظ على تراث لبنان في فن تصفيف الشعر.

روبرت خوري - سيد الأناقة:

يتميز روبرت خوري كمصمم يجمع بين التأثيرات العالمية والجماليات اللبنانية، ويشتهر بقدرته على ابتكار إطلالات جريئة وأنيقة في الوقت نفسه. تشمل أعماله تصفيف شعر المشاهير على السجادة الحمراء وتصفيف شعر عارضات الأزياء في مجلات الموضة الراقية. يحظى خوري بإعجاب خاص بفضل تسريحات الشعر التي يبتكرها والتي تجمع بين التناسق والليونة، ما يجعلها مناسبة للمناسبات الفاخرة والجمال اليومي على حد سواء. اكتسب خوري عملاء أوفياء في جميع أنحاء الشرق الأوسط وخارجه بفضل التزامه بتطوير حرفته مع الحفاظ على التقاليد اللبنانية في الأناقة.

بسام فتوح - من خبير تجميل إلى أيقونة الجمال:

على الرغم من أن بسام فتوح يعمل في المقام الأول كخبير تجميل، إلا أن مساهماته في صناعة الجمال كان لها تأثير تحويلي. عمل فتوح مع أيقونات عربية مثل هيفاء وهبي ونجوم عالميين، ووضع اتجاهات لها صدى عالمي. يجمع أسلوبه بين الإشراقة الطبيعية واللمسات النهائية الساحرة، ويعيد تعريف جماليات الجمال العربي في العصر الحديث. من خلال إنشاء خط مكياج وتوسيع نفوذه في مجال التعليم، أصبح فتوح شخصية مرموقة في عالم الجمال، حيث يكمل عمل مصفّفي الشعر اللبنانيين بفنه.

الصورة بواسطة sara saad على unsplash

فن المكياج يكمل عمل مصففي الشعر

سامر خزامي - ساحر المكياج:

اكتسب سامر خزامي شهرة عالمية بفضل تقنياته التحويلية في تحديد ملامح الوجه، والتي أثرت على اتجاهات المكياج في جميع أنحاء العالم. غالبًا ما يشار إليه بـ ”ساحر المكياج“، تُظهر أعمال خزامي كيف يمكن للفن أن يعيد تشكيل ملامح الوجه بالكامل بمهارة وإبداع. تجذب دروسه المتقدمة طلابًا من جميع أنحاء العالم، متحمسين لتعلم أسرار تقنياته في النحت. على الرغم من أنه ليس مصفّف شعر، إلا أن فنه يسير جنبًا إلى جنب مع تميز تصفيف الشعر في لبنان، ليكمل تجربة الجمال الشاملة التي يشتهر بها المحترفون اللبنانيون.

هالة عجم – المبتكرة:

هالة عجم هي قوة أخرى في عالم المكياج عملت عن كثب مع مصفّفي الشعر لتحديد معايير الجمال. تشتهر عجم باستخدامها الجريء للألوان وتقنياتها المبتكرة، وهي رائدة في توسيع حدود الجمال العربي. قامت بتصفيف شعر أشهر المشاهير في المنطقة وساهمت بشكل كبير في تعزيز سمعة لبنان كرائد في فن المكياج. تعاونها مع مصففي الشعر يزيد من تأثير الإبداع اللبناني على الساحة الدولية.

تأثير لبنان الدائم على عالم الجمال:

ما يميز مصفّفي الشعر وفناني التجميل اللبنانيين هو قدرتهم على المزج بين الحرفية التقليدية والابتكار. لم يقم تاريخ لبنان المضطرب وصراعاته الاقتصادية بكبت الإبداع، بل على العكس، فقد غذّت المرونةَ والعزيمةَ على التميز دولياً. يشتهر محترفو التجميل اللبنانيون بقدرتهم على التكيف وفنهم ودقتهم، وهي صفات تلقى صدى لدى العملاء في جميع أنحاء العالم.

علاوة على ذلك، يمتد تأثير المصممين اللبنانيين إلى ما وراء مسيرتهم المهنية الفردية. فهم يعملون كمرشدين ورجال أعمال ومربين، ما يضمن استمرار إرث لبنان في مجال التجميل. يدير العديد منهم أكاديميات ودورات تدريبية متقدمة، ينشرون فيها التقنيات اللبنانية على مستوى العالم ويشكلون الموجة التالية من المواهب.

الخاتمة:

من تقنيات جون ساهاك الرائدة في نيويورك إلى تسريحات الشعر الساحرة للعرائس التي ابتكرها طوني المندلق في بيروت، أثبت مصفّفو الشعر اللبنانيون أن الفن لا يعرف حدوداً. وبالاقتران مع الأعمال المبتكرة لفناني المكياج مثل بسام فتوح وسامر خزامي وهالة عجم، ابتكروا علامة تجارية لبنانية شاملة للجمال تحظى باحترام عالمي. واليوم، مع وجود أساطير ترشد الطريق ومواهب جديدة تبتكر للمستقبل، لا يقتصر دور مصفّفي الشعر اللبنانيين على تصفيف الشعر فحسب، بل إنهم يشكلون الثقافة والهوية ومعايير الجمال في جميع أنحاء العالم. ويضمن هذا التأثير الدائم أن يظل اسم لبنان مرادفاً للفن والتميز للأجيال القادمة، ومنارة للإبداع والأناقة في عالم الجمال.

أكثر المقالات

toTop