وظائف ستختفي وأخرى مطلوبة بسبب الذكاء الاصطناعي

يشهد العالم تغيّرًا واسعًا بفعل الذكاء الاصطناعي الذي يعيد تشكيل سوق العمل، إذ تكون المهام المتكررة والروتينية أول ما يحل محله الآلات. تشمل الوظائف المعنية عمال خطوط الإنتاج، عمال التعبئة والتغليف، عمال البناء، عمال الزراعة، وسائقي المركبات، وهي مهام ينفذها الروبوت والتقنيات الذكية بسرعة ودقة أعلى.

يهدد الذكاء الاصطناعي مهنًا تعتمد على مهارات يُكتسب بالتعليم مثل المحاسبة، إدخال البيانات، الترجمة الفورية، التحقيقات المعلوماتية، وخدمة العملاء. تقدم أنظمة الذكاء الاصطناعي أدوات متطورة تؤدي تلك المهام بكفاءة، فتقل الحاجة إلى العنصر البشري.

حتى الوظائف الإدارية والإبداعية لم تعد بمنأى عن هذا التطور، إذ بدأت أدوات الذكاء الاصطناعي في تحليل البيانات، صياغة المحتوى، وتصميم الجرافيك البسيط. مع ذلك، لا يُرجح اختفاء الوظائف البشرية بالكامل، بل تتغيّر طبيعتها، فتصبح المهارات الإنسانية كالذكاء العاطفي، الإبداع، والتفكير النقدي أكثر قيمة وطلبًا.

يدعو هذا التحول إلى الاستعداد عبر تعلّم مهارات جديدة مثل تحليل البيانات، تطوير أنظمة الذكاء الاصطناعي، والإبداع التكنولوجي. تبرز فرص واسعة في وظائف حديثة مثل علماء البيانات، مهندسي الذكاء الاصطناعي، خبراء الأمن السيبراني، وأخصائيي الأخلاقيات التقنية. يتزايد الطلب أيضًا على المعلمين، الصحفيين، مصممي UX/UI، ومديري المشاريع القادرين على تنسيق العمل بين الإنسان والآلة.

الذكاء الاصطناعي ليس تهديدًا بقدر ما هو دافع لتغيّر مهني عميق يتطلب التعلم المستمر، المرونة، والانفتاح على الابتكار. تقع على المؤسسات والحكومات مسؤولية إعادة هيكلة التعليم والتدريب ليتوافق مع هذا العصر، مع دعم شبكات الأمان الاجتماعي وتوفير برامج إعادة التأهيل المهني.