صحراء الربع الخالي .. كنوز وأسرار وأساطير

ADVERTISEMENT

تُعرف صحراء الربع الخالي بأنها إحدى أكبر الصحارى الرملية المتصلة في العالم، ومن أكثرها غموضًا. تمتد على مساحة تُقدّر بنحو 600 ألف كيلومتر مربع، أي ما يعادل ربع مساحة شبه الجزيرة العربية، وتشترك فيها أربع دول عربية. سُمّيت بهذا الاسم لأنها خالية من السكان ويصعب العيش فيها، لكنها تحت الرمال تخفي ثروات ضخمة.

تتميز الصحراء بكثبان رملية عالية تبدو كبحر لا ينتهي، ولون رمالها أحمر جذاب، مما يمنحها مظهرًا فنيًا غامضًا، يزداد غرابة مع الأصوات التي يسمعها من يعبرها، ويُطلق عليها البدو اسم "العزيف". الأصوات هذه أثارت جدلاً، فبعضهم نسبها إلى الجن، وآخرون قالوا إنها ناتجة عن الرياح التي تمر بين الكثبان، لكن لا يوجد تفسير علمي حاسم لمصدرها.

ADVERTISEMENT

رغم قساوة بيئتها، تحتوي الربع الخالي على احتياطيات نفطية هائلة، إذ يُعد حقل الغوار وحقل شيبة من أكبر الحقول في العالم، بإنتاج يتجاوز 5 ملايين برميل يوميًا، مستمر منذ أكثر من 70 عامًا. لهذا السبب يُطلق عليها السكان المحليون اسم "الربع الغالي" بدل "الربع الخالي".

تساقط الأمطار أحيانًا شكّل بحيرات صغيرة جذبت حيوانات وطيورًا، مما أضفى جمالًا طبيعيًا وسط الكثبان الضخمة التي يصل ارتفاعها إلى ارتفاع ناطحات السحاب.

في أعماق الصحراء وُجدت آثار يُعتقد أنها تعود لقوم عاد، منها قلعة ذات ثمانية أضلاع، قطرها ثلاثة أمتار وارتفاع أسوارها تسعة أمتار، اكتُشفت عام 1991 على عمق عشرة أمتار، إلى جانب أوانٍ فخارية وعظام فرس النهر، مما يدل على أن هذه الأرض كانت مكسوة بالخضرة وفيها أنهار ومياه جارية في فترات سابقة.

ADVERTISEMENT

تبقى حكاية "الجنية حمدة" من أشهر قصص الصحراء، يُقال إنها تظهر ليلًا على الطريق بين نجران وشرورة، تصدر أصواتًا مرعبة تشبه ضجيج المركبات وقرع الطبول، وتُوصف بأنها ترتدي ثوبًا طويلًا يخفي قدميها التي تشبه قدمي الحمار. تُعد هذه القصة من أبرز روايات الربع الخالي التي تُروى جيلًا بعد جيل.

toTop