معركة الملوك الثلاثة على أراضي المغرب

ADVERTISEMENT

تُعد معركة وادي المخازن أو "معركة الملوك الثلاثة" من أبرز المحطات في تاريخ المغرب. واجهت القوات المغربية الجيش البرتغالي المدعوم من إسبانيا ومرتزقة أوروبيين. انتهت المعركة بمصرع ثلاثة ملوك دفعة واحدة: عبد الملك السعدي، محمد المتوكل، وملك البرتغال سيباستيان. أعطى ذلك للمعرلة طابعاً استثنائياً في كتب التاريخ.

بدأت الأحداث حين تولى محمد المتوكل الحكم بعد وفاة والده الغالب بالله عام 1547. أجبر ذلك عمه عبد الملك وأخاه أحمد المنصور على الفرار إلى الدولة العثمانية التي قدمت لهما الدعم العسكري والتدريب. في ظل صراع المتوكل على الحكم، لجأ إلى الملك سيباستيان البرتغالي، مقايضاً إياه بحرية التدخل في سواحل المغرب مقابل دعمه لاستعادة الحكم.

ADVERTISEMENT

في عام 1578، قاد سيباستيان جيشاً من 28 ألف مقاتل من جنسيات متعددة لاحتلال المغرب، مصطحباً المتوكل. حصل عبد الملك على دعم السلطان العثماني مراد الثالث، وتوجه إلى المغرب بجيش قوي لاستعادة العرش ومواجهة الغزو.

أثبت عبد الملك حنكته حين استفز سيباستيان خطابيًا ودفعه لعبور وادي المخازن والتوغل في الداخل المغربي. أمر بهدم الجسر الوحيد خلفه لقطع إمكانية التراجع. في 4 أغسطس 1578، اندلعت المعركة. رفع عبد الملك معنويات جنوده رغم مرضه الشديد، وحرص على قيادة الحرب بنفسه حتى الرمق الأخير. عندما اشتد القتال، نفّذ أحمد المنصور مناورة حاسمة طوّق بها العدو. أدى ذلك إلى انهيار الجيش البرتغالي ومصرع سيباستيان والمتوكل. توفي عبد الملك إثر المرض بعد النصر مباشرة.

ADVERTISEMENT

بتسلم أحمد المنصور العرش، دخل المغرب مرحلة من الازدهار السياسي والاقتصادي والعسكري، أصبحت به من القوى الكبرى إقليمياً. تُذكر معركة وادي المخازن في تاريخ المغرب كرمز للسيادة والوحدة الوطنية.

toTop