تقع مدينة الخرطوم، عاصمة السودان، عند نقطة التقاء نهري النيل الأبيض والأزرق، وهو موقع جغرافي نادر جعلها مركزًا تجاريًا وثقافيًا على مرّ العصور. أنشئت في القرن التاسع عشر كثكنة عسكرية في عهد الحكم العثماني، ثم تحولت إلى سوق كبيرة بسبب قربها من طرق التجارة النهرية. حين بدأ الحكم البريطاني المصري، صارت الخرطوم مقرًا إداريًا، وشهدت حدثًا بارزًا هو معركة الخرطوم عام 1885. بعد استقلال السودان سنة 1956، أصبحت عاصمة الدولة الجديدة ونمت حتى باتت اليوم أكبر مدن البلاد.
النيل الأبيض والأزرق اللذان يحيطان بالمدينة يمدّانها بالماء اللازم للزراعة والشرب، ويُستخدمان في ري الحقول ونقل البضائع بالمراكب. سكان الخرطوم يقضون أوقات فراغهم على الضفاف، يصطادون أو يمارسون رياضات مائية. التقاء النهرين لا يمنح المدينة منظرًا طبيعيًا نادرًا فحسب، بل يصبح جزءًا من هويتها الثقافية.
قراءة مقترحة
تنوّع الخرطوم ثقافيًا واجتماعيًا؛ فقد استقبلت عبر السنين مهاجرين من داخل أفريقيا ومن العالم العربي، فاختلطت ألسنتهم وأطباقهم وألحانهم. يظهر الخليط في أسواق مثل سوق أم درمان، حيث تباع التوابل الإثيوبية بجانب النسيج النوبي، وتعلو أصوات الموسيقى الطربية والأفروبية. مسيحيون ومسلمون من مذاهب متعددة يعيشون في حيّ واحد، لكن الأزمات الاقتصادية المتكررة تضغط على هذا التعايش وتُهدد بتآكله.
الخرطوم تتمدد بسرعة فوق البنية التحتية القديمة، ويأتيها الفيضان كل عام بسبب الأمطار الغزيرة والتغير المناخي، بينما العقوبات الخارجية تخنق الاقتصاد. مع ذلك، لا تزال المدينة قلب السودان النابض، وتجري أعمال لإصلاح الطرق وإحياء المتاحف وترميم المباني التراثية. بموقعها بين النهرين وبتاريخها الممتد، تبقى الخرطوم صورة حية لسودان يتطلع إلى غد أفضل.
الجمل العربي
5 جواهر مخفية يجب عليك زيارتها في هاواي
يكاترينبورغ: عبق التاريخ على حدود آسيا وأوروبا
8 سلوكيات للأشخاص الذين نشأوا في منزل نادرًا ما كان يسوده السلام
"الثقوب الزرقاء" الغامضة في جزر الباهاما
استراتيجيات البقاء على قيد الحياة: الاستعداد لمواجهة الفيضانات الخاطفة النادرة والمميتة
هل يمكن لأحد أكبر مخيمات اللاجئين في أفريقيا أن يتطور إلى مدينة؟
كارثة في السماء: ماذا يحدث عندما تصطدم الطيور بالطائرات؟
ساق الخروف المدمسة: متعة صحية تناسب ذوقك
معبد كوم أمبو حلقة بين الماضي والحاضر










