4خطوات لتعليم الطفل الاعتمادي تحمل المسؤولية

يتمنى كثير من الأباء والأمهات أن ينشأ أطفالهم أشخاصاً يعتمدون على أنفسهم ويتحملون ما يترتب على أفعالهم، لكن الواقع يُظهر أن عدداً كبيراً منهم يركن إلى الآخرين أكثر من اللازم ويفتقر إلى تلك المهارة الأساسية. مفتاح التغيير ليس في السؤال «لماذا طفلي غير مسؤول؟» بل في «ماذا أفعل لأساعده على أن يصبح كذلك؟»

طفلك لا يزال في مرحلة التعلم، وما زال أمامك مجال لتعديل مسار حياته نحو الاعتماد على النفس وتحمل النتائج. حين تُنجز كل المهام بدلاً منه، فأنت تزرع فيه الكسل والشعور بأنه يستحق دون مقابل والأنانية، وهي صفات تُضعف قدرته على التعامل مع الحياة خارج المنزل.

تحمل المسؤولية مهارة يتعلمها الإنسان ولا تولد معه، وتتطلب مشاركة الوالدين بفعالية. ابدأ بنفسك: كن مثالاً يُرى في تحمل نتائج أفعالك. اعترف بخطئك واقبل ما يترتب عليه، فحين يراك طفلك يفعل ذلك، يتعلم هو أيضاً تحمل ما يترتب على أفعاله.

ابدأ بتدريبه على أعمال بسيطة داخل البيت تناسب عمره؛ فهي تُنشئ في داخله إحساساً بأن عليه واجبات. من عمر السنتين علّمه يرتب ألعابه ويضع ملابسه في السلة، ثم زوّد صعوبة المهام تدريجياً مع تقدمه. هذه العادات اليومية تُحدث فارقاً واضحاً في مستقبله، خصوصاً حين يعيش أو يعمل بمفرده.

دعه يخطئ ليتعلم. الإفراط في الحماية يحرمه من تعلم حل المشكلات والتفكير النقدي. تحلّ بالصبر وشجّعه على البحث عن الحل بنفسه بدلاً من أن تقفز أنت بالجواهر، فينمو إيمانه بقدراته ويأخذ فرصة لتطوير نفسه.

وأخيراً، استخدم مكافآت وعواقب واضحة. المدح يُعزز السلوك الجيد، بينما العواقب المنطقية يُعلن عنها مسبقاً وتُنفذ بهدوء عند الخطأ. بهذه الطريقة يدرك الطفل أن كل فعل ينتج عنه شيء، فيزداد التزامه ويكتسب احترام الآخرين.