نيجيريا: الدولة الأكثر سكانًا في أفريقيا

تقع نيجيريا على الساحل الغربي لأفريقيا، وتتنوع أراضيها وأجواؤها من مناطق جافة إلى أخرى استوائية. لكن أبرز ما يميزها هو تنوع سكانها، إذ يعيش فيها أكثر من 250 مجموعة عرقية تتحدث لغات مثل اليوروبا، الإيجبو، الهوسا، الفولاني، الإيدو، والتيف، إلى جانب الإنجليزية. العاصمة حاليًا هي أبوجا، بينما تبقى لاغوس أكبر مركز تجاري وصناعي في البلاد.

تمتلك نيجيريا موارد طبيعية وفيرة، أبرزها النفط والغاز الطبيعي. تأسست الدولة الحديثة عام 1914، واستقلت عن بريطانيا في الأول من أكتوبر 1960، وأصبحت جمهورية عام 1963، مع بقائها عضوًا في الكومنولث. تحدها النيجر من الشمال، وتشاد والكاميرون من الشرق، وخليج غينيا من الجنوب، وبنين من الغرب. تعد نيجيريا أكثر دول أفريقيا سكانًا، وتزيد مساحتها عن مساحة ولاية تكساس الأمريكية.

مناخ نيجيريا استوائي، ويختلف بين الجنوب والشمال. الجنوب الشرقي حار ورطب معظم أيام السنة، بينما تميل المناطق الداخلية إلى الجفاف، خاصة في أقصى الشمال حيث تسود مناخات السهوب وتقل الأمطار. في الجنوب، يبدأ موسم الأمطار في مارس ويستمر حتى نوفمبر، بينما يقتصر في الشمال على الفترة من منتصف مايو حتى سبتمبر. تسقط الأمطار بغزارة في الجنوب الشرقي، حيث تتجاوز كميتها 3000 ملم سنويًا.

الغطاء النباتي يبدأ بمستنقعات المانغروف على الساحل، ثم يتدرج إلى غابات مطيرة كثيفة، وصولًا إلى سهوب مفتوحة في الشمال تقل فيها الأشجار وتنتشر أعشاب قصيرة. كانت الحياة البرية في الشمال تضم الجمال والأسود والضباع، بينما سكنت الأفيال والغوريلا والشمبانزي الغابات. اليوم، تقتصر معظم الحيوانات البرية على المحميات الوطنية مثل يانكاري وكروس ريفر وغاشاكا جومتي.

الهوسا والفولاني واليوروبا والإيجبو من أبرز المجموعات العرقية. اندمجت الهوسا مع الفولاني في الشمال، بينما يتركز اليوروبا في الجنوب الغربي ويجمعهم تاريخ ودين موحد حول أودودوا. تعيش قبيلة الإيجبو في الجنوب الشرقي في تجمعات صغيرة غير مركزية تديرها مجالس شيوخ.

يعتمد اقتصاد نيجيريا بشكل رئيسي على النفط، خاصة منذ السبعينيات، ما أدى إلى نمو قطاعات مثل التصنيع والخدمات الحكومية. لكن تذبذب أسعار النفط والفساد أثرا سلبًا على توزيع الثروة. واجهت نيجيريا ديونًا مستمرة، حتى تسوية جزء كبير منها عام 2006 في إطار مبادرة نادي باريس، لتصبح أول دولة أفريقية تنهي ديونها معه.