هل تؤثر الصحة النفسية للأم على الجنين في رحم أمه؟

يمر الحمل غالبًا بمشاعر جيّدة لدى الأمهات، لكنه يحمل في طيّاته أحيانًا اضطرابات نفسية: قلق واكتئاب تصيب واحدة من كل خمس حوامل. التوقف عن الأدوية النفسية أثناء الحمل يزيد الأعراض سوءًا. تلك الحالة تضرّ بالأم وتؤثر في نمو الجنين وفي صحته النفسية لاحقًا.

الدراسات تُظهر أن حالة الأم النفسية أثناء الحمل تترك أثرًا في الطفل قبل أن يولد؛ فتسبب ولادة مبكرة، وزنًا منخفضًا عند الولادة، تأخرًا عصبيًا واجتماعيًا، ورفع احتمال إصابة الطفل بأمراض نفسية في المستقبل. هرمونات التوتر التي يتعرض لها الجنين داخل الرحم ترفع خطر إصابته بالقلق بعد الولادة.

من كل عشر نساء إلى اثنتين يعانين اضطرابات نفسية أثناء الحمل وبعده: اكتئاب قبل الولادة وبعدها، وسواس قهري، اضطراب ما بعد الصدمة، وجنون بعد الولادة. القلق والاكتئاب يدفعان بعض الحوامل إلى التدخين أو تناول مواد مضرّة، فينخفض وزن المولود أو تظهر لديه مشكلات إدراكية.

لا تُصرّح إدارة الغذاء والدواء بأي دواء نفسي رسميًا للحمل، لكن بعض مضادات الاكتئاب مثل بروزاك تُعدّ آمنة إلى حدّ ما، بينما يُستبعد باكسيل لأنه يسبب تشوهات خلقية. حمض الفالبرويك، المُستخدم لتثبيت المزاج، يرتبط بتشوهات خطيرة، لذا يُستبدل بخيارات أخرى تحت إشراف الطبيب.

يُنصح بجانب الدواء بوسائل دعم: التحدث إلى مختص نفسي، طلب مساعدة العائلة، وممارسة التأمل أو الرياضة. من المفيد أن تعلم الحامل أن القلق أو الاكتئاب شائع في الحمل، وأن الحصول على دعم كافٍ ضروري لصحتها وصحة طفلها.