مطاردة فوجي سان: رحلة إلى اليابان للقاء الجبل الذي ألهم الشعراء والرحّالة والفنانين

يبلغ ارتفاع جبل فوجي 3,776 مترًا، وهو أعلى قمة في اليابان. يحمل الاسم "فوجي سان"، ويُعد رمزًا وطنيًا ومقدسًا. يظهر بشكل مخروطي منتظم، ويُرى من بُعد، خاصة في الأيام الصافية بين طوكيو ويوكوهاما. يحظى بمكانة دينية في شنتو والبوذية، إذ يُنظر إليه كمصدر روحي يُستخدم للتأمل واستعادة الصفاء.

يزوره آلاف الأشخاص سنويًا، من سياح وحجاج ومغامرين، ويُقبلون على التسلق في الصيف حين تكون الظروف ملائمة. تبدأ الرحلة ليلاً للوصول إلى القمة عند الفجر، وتجمع بين الجهد البدني والتأمل. يُصبح مشهد الشمس الصاعدة من القمة لحظة مؤثرة للكثيرين.

ألهم الجبل أجيالًا من الفنانين، أبرزهم هوكوساي في سلسلته "36 منظرًا لجبل فوجي"، التي رسم فيها الجبل من زوايا متعددة. يتكرر اسمه في الهايكو والتانكا، باعتباره رمزًا للثبات وتعاقب الفصول وجمال الطبيعة.

يظهر الجبل في مهرجانات وطنية مثل "مهرجان فوجي"، يُكرَّم فيه بعروض فنية وثقافية. يُدرّس في المدارس لترسيخ قيم الصبر واحترام الطبيعة، ويُعد وجهة سياحية رئيسية تدعم الاقتصاد وتعكس سحر اليابان الثقافي.

يجمع جبل فوجي بين البعد الروحي والجمالي والتاريخي، فيبقى من أبرز معالم اليابان ووجهة أساسية في السياحة والثقافة التقليدية.