لنكن صادقين. إن تعلم لغة جديدة قد يجعل أي شخص يشعر بأنه أحمق. وسواءٌ أكنت تخطئ في تحديد جنس الأدوات باللغة الألمانية، أو تتساءل أي فعل كون تستخدم في الإسبانية، أو تحدق في رمز صيني متسائلاً عما إذا كانت الضربة الأخيرة في الكلمة تتجه نحو اليسار أو نحو اليمين، فإن المشكلة عالمية. نبيّن في هذه المقالة أهم أخطاء يمكن أن يقع فيها من يريد تعلّم لغة جديدة، لكي يتمكّن القارئ من تجنّبها. وهي لا تقتصر على لغة بعينها، بل تتعدّى ذلك إلى أية لغة.
عرض النقاط الرئيسية
إذا كان الهدف هو إبهار الآخرين بقدراتك على فهم لغة أجنبية، والتحدث بها، فالأمر محكوم عليه بالفشل.
يتطلب تعلم لغة جديدة وقتًا طويلاً وممارسة مستمرة. والاتساق ليس من نقاط القوة البشرية (انظر النقطة الثالثة)؛ ولذلك فإن إيجاد الدافع الصحيح قد يمنحنا أساسًا قويًا للبدء. بشكل عام، هناك نوعان من الدوافع: دوافع داخلية عندما تجد متعة ومعنى ورضا في النشاط نفسه، ودوافع خارجية يُنظر فيها إلى النشاط كوسيلة لتحقيق غاية.
قراءة مقترحة
من حيث الدوافع الداخلية، قد يتعلم الناس لغة جديدة لأنهم يحبون الثقافة أو الموسيقا أو الأدب المرتبط باللغة. ومن حيث الدوافع الخارجية، قد يرغب الناس في العمل أو الدراسة في بلد أجنبي أو التواصل مع أصدقاء وزملاء جدد. هناك أشخاص من كلا المعسكرين، وأنت بحاجة إلى القليل من كليهما لتحقيق أقصى استفادة من تجربتك. هناك أكثر من 7000 لغة في هذا العالم، ولاختيار واحدة، تحتاج إلى الشعور بالارتباط إلى حد ما بالمنطقة أو بالأشخاص الذين يتحدثون بها. قد تجد شخصًا يريد تعلّم الروسية لأنه مغرم بالأدب الروسي، وشخصًا آخر يخوض في اللغة الكورية بسبب حبه لموسيقا البوب
الكورية. ومع ذلك، للحفاظ على استمرارية التعلم مع تقدم ظاهر وقابل للقياس، فأنت بحاجة أيضًا إلى الانضباط ودفعة خارجية تأتي من دافع خارجي.
امنح نفسك مهلة زمنية لإنجاز الاختبارات، أو الالتحاق بدورة رسمية، أو دفع الرسوم، أو الاشتراك في منصة محادثة للتحدث إلى السكان الأصليين. إن تعلم شيء ما هو رحلة طويلة وقد تكون شاقة في بعض الأحيان، حتى عندما تحب ما تتعلمه. هذا الدافع الخارجي سيجعلك ثابتًا في لحظات الضعف.
ربما هناك بعض العباقرة يدرسون ثلاث لغات في وقت واحد. لسوء الحظ، معظمنا بشر عاديون، نوازن بين تطلعاتنا اللغوية والعمل والأسرة والواجبات اليومية المستهلِكة للوقت والطاقة. إن دراسة لغتين في الوقت نفسه هي وصفة للفشل. وعندما تفشل، فإن الأمر مدمّر على مقياس مزدوج. ركز على التغلب على وحش واحد في كل مرة. وبمجرد أن تتغلب عليه، ستشعر بمزيد من الثقة في التعامل مع الهدف التالي.
هل سبق لك أن تدربت على الاستماع إلى لغة جديدة لمدة خمس ساعات متواصلة، فقط لتتباطأ لمدة أسبوع وتعود وأنت تشعر وكأنك تفكّ تشفير رسائل فضائية؟ من المعروف أن الاتساق يتفوق دائمًا. ثلاثون دقيقة في اليوم هي أكثر فعالية من ثلاث ساعات مجمّعة في جلسة واحدة. لكن من السهل قول ذلك، خاصة عندما تكون النفس البشرية مصممة على إفسادنا. في كتاب العادات الذرية: طريقة سهلة ومثبتة لبناء عادات جيدة وكسر العادات السيئة، يشرح جيمس كلير أنه عند بدء عادة مفيدة جديدة، غالبًا ما تتعثر في "وادي الإحباط". هذه فترة محبطة حيث تبذل كل العمل ولكنك لا ترى نتائج فورية.
إن هذا يتعارض مع الغريزة البشرية، حيث نفضل التغيير الفوري الهائل على التحسن بنسبة 0.001% . وعندما نشعر بأن جهدنا لا يُعوّض بشكل صحيح، يبدأ التسويف والاستسلام في التسلل إلينا. وعندما لا ترى تقدمًا سريعًا بما يكفي نشعر بالإحباط. المفتاح هو الاستمرار في دفع نفسك إلى الأمام بغض النظر عن شعورك.
لا تحتاج إلى الذهاب إلى الجامعة لتعلّم لغة. قد تشعر أنه بعد ثماني ساعات في المكتب، فإن تعلم شيء جديد من راحة المنزل يبدو وكأنه نعمة. وهذا مفهوم. ولكن، لمجرد أنك لا تذهب إلى الجامعة لا يعني أنه يجب عليك التعلم بمفردك. إن تعلم لغة بمفردك ليس مجرد تناقض لفظي فحسب - ففي النهاية، ستحتاج إلى شريك للممارسة - بل إنه أيضًا أحد الطرق للوصول إلى منطقة الركود. عندما تدرس بمفردك، لا يوجد أحد (باستثناء نفسك) ليحاسبك، وهذا أمر خطير عندما تكون عالقًا في وادي الإحباط. في تلك اللحظة، تحتاج إلى حبل ليسحبك.
يمكنك الانضمام إلى مجتمع، والعثور على نادٍ لغوي في مدينتك، وحضور اجتماعات نهاية الأسبوع. وإذا كنت تعاني من القلق الاجتماعي، فتفاعل مع منصة عبر الإنترنت بدلاً من ذلك. وثِّق رحلتك على منصّات التواصل الاجتماعي، فمشاركة تقدمك تخلق شعورًا غير مباشر بالمكافأة والمساءلة. وحتى لو كان لفظك مازال سيئًا، وما زلت لا تستطيع تكوين جملة متماسكة أطول من 10 كلمات، تبقى منشوراتك ومقاطع الفيديو التي تشاركها دليلاً على الاتساق، وتُبقيك مستمرًا.
لا بأس في اتباع دورة لتعلّم لغة، فموادّها جيدة، وهي منظمة ومنهجية وتغطي أساسيات التواصل. ولكنها بصراحة غير ممتعة. لمزيد من المتعة، ابحث عن المواد التي تهمك حقًا، من مدونات ومقاطع فيديو وغيرها؛ لأنه بعد كل شيء، من المرجح أن تستمر في قراءة أمر يهمك أكثر من نصّ مملّ في كرّاس الدورة. فقط كن حذرًا من الأخطاء النحوية العرضية في المحتوى غير الرسمي.
من المغري القفز إلى أشياء صعبة أثناء تعلم لغة، لكن التحسن الحقيقي يأتي تدريجيًا، وهو يحتاج إلى التواضع. ولذلك قم بتخصيص مادتك لمستواك الحالي. خطوة واحدة خارج منطقة راحتك أمر جيد، لكن لا تبتعد كثيرًا.
يمكن لأي شخص تعلم لغة جديدة، باستخدام الأدوات والجهد المناسبين. فهناك الملايين من الناس يتحدثون ويقرؤون ويكتبون تلك اللغة كل يوم، فلماذا لا تستطيع أنت ذلك؟ العقبة الحقيقية الوحيدة هي الاعتقاد بأنك لا تستطيع. والحقيقة هي أن تعلم اللغة ليس سباقًا قصيرًا، بل هو ماراثون. يمكنك الشك في الأساليب، ثم التعديل والتحسين. ولكن كن دائمًا واثقًا بنفسك وقدرتك على التعلم. ثق بنفسك، واستمتع بالرحلة، وربما تشعر ببعض الألم في بعض الأحيان، وتذكر: حتى عندما يبدو الأمر مستحيلاً، فأنت تحرز تقدمًا. الأخطاء ليست فشلاً، بل هي خطوات نحو الطلاقة والثقة بالنفس، ومع الوقت والمثابرة، ستصل إلى هناك في النهاية.بالتوفيق!
الفساتين والحجابات العربية: مقدمة عن الموضة العربية
الحمض النووي من شعر بيتهوفن يكشف عن مفاجأة بعد ما يقرب من 200 عام
أنشطة تعليمية سهلة تعتمد على المشاريع لتعزيز مهارات طفلك في الرياضيات
هل السيارات الصينية تغزو السوق العربي؟ نظرة شاملة على الواقع والاتجاهات
عالم الادارة: هل أنت قائد حقيقي؟
دراسة على توأم تُظهر تأثير الفواكه والخضروات على الاكتئاب
7 أشياء تثير إعجاب الأشخاص الأذكياء (ليست كما تظن)
السعودية تفوز بالجائزة الكبرى وتُحقق رقماً قياسياً في معرض جنيف للاختراعات: سردية عالمية ووطنية للابتكار
10 معلومات يجب أن تعرفها عن أصحاب برج الميزان
أصبحت التوائم نادرة جدًا هذه الأيام، لكن ولادة التوائم كانت أمرًا طبيعيًا منذ ملايين السنين