أصفهان بين الماضي والمستقبل

ADVERTISEMENT

تُعَد أصفهان من أقدم مدن إيران، حملت تاريخًا طويلًا وثقافة نابضة منذ القدم. لمعت في العصر الأخميني سوقًا زراعيًا وتجاريًا لوقوعها وسط البلاد، فصارت ملتقى طرق الحضارات.

في العصر الإسلامي، وضع الشاه عباس الأول يده على خريطة البلاد سنة 1598 فجعل أصفهان عاصمة، فانطلق عمران وإبداع غير مسبوق. لقبت المدينة «نصف العالم»، وظهرت فيها ميدان نقش جهان، ومسجد الإمام، وجسر خواجو، وجسر سي-أو-سه بول، شواهد حية على ازدهار الصفويين.

ميدان نقش جهان بُني ككتلة واحدة تحيط بها مسجد الشيخ لطف الله وقصر علي قابو. مسجد الإمام يبهر الزائر بألوانه وتصاميمه الفارسية، بينما مسجد الشيخ لطف الله يكشف براعة الحرفيين وروحانيتهم.

ADVERTISEMENT

جسور أصفهان، سي-أو-سه بول وخواجو، جمعت فائدة العبور وجمال الطبيعة، وتحولت إلى ساحات للناس. أقام الأرمن مجتمع جلفا داخل المدينة، فأغنوا النسيج الثقافي بأصواتهم وحرفهم.

اليوم ينقص نهر زاينده رود الماء، ويزداد البناء، فأطلقت الدولة مشاريع بيئية وتنموية تراعي الاستدامة. تحافظ أصفهان على سجادها وفخارها وميناها، وتفتح أبواب جامعاتها للبحث والابتكار.

تُرصِد أصفهان سياحتها وتراثها لاستقبال الزوار عبر تطبيقات رقمية ومعارض ثقافية تعكس روحها الفنية. وسط هذا التنوع تبقى أصفهان صورة حية للتناغم بين الحداثة والتاريخ، تشهد على حضارة إيران وثرائها الإنساني المتجدد.

toTop