تاريخ بغداد عاصمة الخلافة العباسية

ADVERTISEMENT

كانت بلاد ما بين النهرين، التي تقع في أراضي العراق الحالية، مهدًا لحضارات عريقة كالسومرية والبابلية والآشورية. في عام 762، اختار الخليفة العباسي المنصور موقعًا بين الكاظمية والكرخ ليبني عاصمة جديدة، بغداد، التي توسعت بسرعة خارج أسوارها لتشمل مناطق مثل الكرخ والرصافة.

بلغت بغداد أوج ازدهارها الثقافي والاقتصادي في القرنين الثامن والتاسع أيام الخلفاء المهدي وهارون الرشيد. لكن مع حلول القرن العاشر، بدأت الخلافة العباسية تضعف بسبب الانقسامات والصراعات الداخلية، ما أدى إلى دمار أجزاء كبيرة من المدينة وانتقال الحكم إلى سامراء. ومع عودة الخلفاء، انتقلت العاصمة إلى الضفة الشرقية. سيطرت قوى أجنبية لاحقًا، منها البويهيون والسلاجقة، فأهملت المدينة وخربتها.

ADVERTISEMENT

في عام 1258، دمّر المغول بقيادة هولاكو المدينة وقتلوا الخليفة العباسي، ما تسبب بأضرار جسيمة في البنية التحتية وأدى إلى تراجع طويل الأمد. بعدها، أصبحت بغداد تابعة لمغول إيران، ثم نهبها تيمورلنك عام 1401. تنقلت السيطرة على المدينة بين الفرس والعثمانيين حتى استقرت ضمن الدولة العثمانية حتى مطلع القرن العشرين.

مع بدايات التحديث في القرن التاسع عشر، نما النفوذ الأوروبي في بغداد، خصوصًا البريطاني، وقام بعض الحكام العثمانيين بتحسين البنية التحتية. وبعد الحرب العالمية الأولى، أصبحت بغداد عاصمة العراق تحت الانتداب البريطاني، ثم خضعت لتحولات سياسية متلاحقة منذ انقلاب 1958 حتى سيطرة حزب البعث عام 1968.

ADVERTISEMENT

عاشت بغداد استقرارًا نسبيًا في سبعينيات القرن العشرين بفضل عائدات النفط، قبل أن تدخل سلسلة من الحروب، أبرزها الحرب الإيرانية العراقية وحرب الخليج. ألحق القصف والعقوبات أضرارًا بالبنية التحتية وانتشر الفقر. بعد الغزو الأمريكي عام 2003، واجهت المدينة فوضى أمنية وصراعات طائفية، ورغم انسحاب القوات الأميركية نهاية 2011، استمر العنف.

toTop