هل تحتاج الحياة حقاً إلى كواكب؟ ربما لا

ADVERTISEMENT

ظل الاعتقاد السائد طويلاً أن الحياة خارج الأرض لا تظهر إلا داخل الحزام المعتدل لنجم. تشير دراسات حديثة في علم الأحياء الفلكي إلى احتمال نشوء الحياة في أماكن ليست كواكب، مثل الكواكب المشردة، الأقمار، أو أجسام بناها كائنات متقدمة. تحتوي مجرتنا وحدها على قرابة 100 مليار كوكب، وعدد مماثل من الكواكب المشردة، ما يستوجب توسيع قائمة الأماكن المحتملة للحياة.

تشترط الظهور الحيوي وجود عناصر كيميائية أساسية (CHONPS)، حرارة تبقي الماء سائلاً، مصدر طاقة (شمسية أو حرارية أو كيميائية)، واستقرار البيئة لفترة كافية. وفق نموذج التولد الذاتي، يحتاج التشكل الحيوي إلى مركبات عضوية معقدة، طاقة لتفعيلها، ومكان يقي من الإشعاط، مثل الفتحات الحرارية في أعماق المحيط أو بحار تحت الجليد.

ADVERTISEMENT

تشير الأدلة إلى أن الحياة بدأت على الأرض خلال 500 مليون سنة من تكوّنها. في بيئة مثالية، يبدأ الظهور الحيوي بعد 100 مليون سنة، بينما يتأخر في الظروف القاسية. تعتمد قابلية الكوكب على استقراره الجيولوجي، وجود غلاف جوي ملائم، حرارة مناسبة، ومجال مغناطيسي يصد الإشعاع.

تشمل المواطن غير الكوكبية أقماراً مثل أوروبا وإنسيلادوس التي تخفي محيطات تحت صفيح جليدي تدفئها المد الحراري. تكفي الحرارة الداخلية للكواكب المشردة لإبقاء ماء سائل تحت السطح. تحمل الكويكبات والمذنبات مواد عضوية وماء، ما يجعلها وسائل محتملة لنقل الحياة عبر الفضاء.

ADVERTISEMENT

تُعتبر هياكل مثل كرة دايسون مواطناً محتملاً تديره حضارات متقدمة. تشير الأرقام إلى وجود 40 مليار كوكب أرضي، 200 قمر، وأكثر من 100 مليار كوكب مشرد في مجرتنا، ما يزيد من فرص وجود بيئات حية خارج الكواكب.

تُظهر كائنات الأرض التي تعيش في الينابيع الحمضية أو أعماق المحيط قدرة الحياة على التكيف مع بيئات قاسية. يدعم هذا احتمال وجود حياة في مواطن غير تقليدية عبر الكون.

تشير اكتشافات علم الأحياء الفلكي إلى تنوع البيئات الحاضنة، فتوسّع نطاق البحث عن الحياة وتفتح آفاقاً لاكتشاف مواطن غير كوكبية صالحة للعيش.

toTop