الرياضيات في العالم العربي: رحلة عبر العصر الذهبي للمعرفة

ADVERTISEMENT

شهد العصر الذهبي الإسلامي، الممتد من القرن الثامن حتى الثالث عشر الميلادي، تطورًا كبيرًا في الرياضيات بقيادة العلماء العرب. ساهمت ترجمة الأعمال العلمية لليونان والفرس والهنود، وحفظها وتطويرها، في تأسيس بيئة معرفية غنية، أبرزها بيت الحكمة في بغداد. لعب هذا المزيج من المعارف دورًا أساسيًا في النهضة العلمية والرياضية.

برزت شخصيات مؤثرة، منها محمد بن موسى الخوارزمي، الذي وضع أسس علم الجبر في كتابه "الكتاب المختصر في الحساب بالإنجاز والموازنة"، وأدخل مفاهيم مثل الخوارزميات، فصار من أعلام تاريخ الرياضيات.

ADVERTISEMENT

في الهندسة وعلم المثلثات، قدّم ابن الهيثم إسهامات في دراسة القطوع المخروطية وتفسير الرؤية باستخدام مبادئ هندسية. أما البتاني، فطوّر علم المثلثات الكروي، الضروري للحسابات الفلكية.

وفي نظرية الأعداد والنظام العشري، ساهم الكندي في التشفير والتحليل الترددي، وشرح ثابت بن قرة خصائص الأعداد الودية. لعب العلماء العرب دورًا محوريًا في نقل النظام العشري واستخدام الصفر إلى أوروبا، وهو ما يُعرف اليوم بـ"الأرقام العربية".

استخدم عمر الخيام والبيروني الرياضيات في علم الفلك والجغرافيا. قدّم الخيام حلولًا للمعادلات التكعيبية وأسهم في إصلاح التقويم، بينما حسب البيروني نصف قطر الأرض بدقة، وأغنى المعرفة البشرية بالمنهجية العلمية التجريبية.

ADVERTISEMENT

أثر الإرث العلمي العربي بعمق في الحضارة الأوروبية، إذ شكلت الأعمال المترجمة إلى اللاتينية قاعدة الرياضيات الحديثة وألهمت علماء عصر النهضة مثل فيبوناتشي ونيوتن. تميّز هذا الإرث بروح الفضول والدقة العلمية، فصار ركيزة في تطور الفكر الإنساني والعلمي.

toTop