أسرة محمد علي: آخر أسرة ملكية ألبانية في مصر

ADVERTISEMENT

حكمت أسرة محمد علي مصر من عام 1805 حتى عام 1952، وكان لها تأثير كبير على تاريخ مصر الحديث، إذ لعبت دورًا محوريًا في تحويلها إلى دولة شبه مستقلة. أسس محمد علي باشا الأسرة بعد أن عُين واليًا على مصر عام 1805 بدعم من النخب المحلية والسلطان العثماني. وباستخدام القوة والمكر، عزز سلطته وأزال خصومه، أبرزهم المماليك في مذبحة القلعة عام 1811.

يُعرف محمد علي بلقب "مؤسس مصر الحديثة" لما أدخله من إصلاحات. فقد ركز الاقتصاد على الزراعة والصناعة، وجعل من القطن محصولًا استراتيجيًا للتصدير، وبنى قنوات ومصانع. عسكريًا، أنشأ جيشًا من المصريين، مدعومًا بتدريب أوروبي حديث. تعليميًا، أرسل بعثات إلى أوروبا وأسس مؤسسات تعليمية وطبية ومطابع، مما رسخ الثقافة والمعرفة. كما أحدث تغييرات إدارية عززت مركزية الحكم وأضعفت نفوذ النخب القديمة، مما ساعده على توسيع نفوذه إلى السودان والشام والحجاز.

ADVERTISEMENT

في عهد أحفاده، واصلت مصر تحديثها، فقد تميز عصر إسماعيل باشا بمشاريع تنموية كبرى مثل توسيع القاهرة وبناء قناة السويس (1869)، لكن تلك المشاريع أثقلت البلاد بديون كبيرة أنهت استقلالها الفعلي. ومع الاحتلال البريطاني عام 1882، استمرت الأسرة في الحكم بشكل رمزي، حيث تولى الخديوي توفيق والسلطان حسين كمل أدوارًا محدودة.

شهدت الأسرة مراحلها الأخيرة في عهد الملك فؤاد الأول، الذي أعلن مصر مملكة دستورية عام 1922، وابنه فاروق الذي حكم وسط اضطرابات سياسية واستياء شعبي واسع بسبب الفساد وتراجع السيادة. وكان ذلك تمهيدًا لثورة 1952 بقيادة الضباط الأحرار، والتي أطاحت بالنظام الملكي، وأُعلن قيام الجمهورية في 1953.

ADVERTISEMENT

ورغم تناقض إرث أسرة محمد علي بين الإنجازات والإخفاقات، فإن أثرها لا يزال ملموسًا. فإسهامها في تحديث التعليم، بناء الدولة، والبنية الأساسية، ساهم في تشكيل مصر الحديثة. ويبقى تاريخ الأسرة فصلًا مفصليًا في مسيرة الهوية الوطنية المصرية، وسط تحديات الاستقلال، النفوذ الأجنبي، والسعي نحو التقدم.

toTop