هل يمكن أن يكون السفر عبر الزمن ممكنًا بالفعل؟ يعتقد أحد الباحثين ذلك

ADVERTISEMENT

يُعد السفر عبر الزمن من أكثر المواضيع جذبًا في عالم الخيال العلمي، لكنه يطرح مفارقات منطقية مثل "مفارقة الجد"، حيث يؤدي تغيير الماضي إلى إلغاء وجود المسافر عبر الزمن نفسه. دراسة جديدة أجراها الفيزيائي لورينزو جافاسينو من جامعة فاندربيلت تستعرض كيف تتيح حلقات زمنية مغلقة، مدعومة بميكانيكا الكم والديناميكا الحرارية، تصورًا للسفر الزمني دون التسبب بتناقضات.

تشير النسبية العامة لأينشتاين إلى أن الزمكان ينحني ليشكل "منحنى زمني مغلق"، مسموح به رياضيًا لكنه يطرح تساؤلات حول قانون الإنتروبيا الذي يفترض أن الفوضى لا تنخفض بمرور الزمن. تؤكد الورقة البحثية أن التقلبات الكمومية تسمح بانخفاض محلي للإنتروبيا داخل الحلقات، مما يعكس جزئيًا اتجاه الزمن. بذلك يصبح منع وقوع أحداث أو التراجع عنها ممكنًا من الناحية النظرية، دون كسر قوانين الفيزياء.

ADVERTISEMENT

من أبرز النتائج أن التقلبات الكمومية تضمن عدم حدوث تناقضات سببية. حتى عند الشروع بتغيير زمن سابق أو خلق عناصر مفارقة، يعيد النظام الفيزيائي ضبط نفسه لضمان التناسق الزمني. المفهوم يعزز فرضية "الاتساق الذاتي للتسلسل الزمني" التي يفترضها العلماء منذ زمن طويل، رغم عدم إثباتها تجريبيًا.

ورغم الإمكانيات النظرية، يشكك عدد من الفيزيائيين في تحقق الحلقات الزمنية في كوننا فعليًا. وضع ستيفن هوكينغ "فرضية حماية التسلسل الزمني"، مفترضًا أن آليات فيزيائية كالجاذبية الكمومية تمنع نشوء الحلقات فعليًا من خلال آليات تصحيح ذاتي في البنية الكونية، رغم غموض طبيعة الآليات.

ADVERTISEMENT

مع ذلك، يمثل البحث الجديد خطوة مهمة لفهم ما إذا كان السفر عبر الزمن يمثل استحالة فيزيائية أم أنه مجرد تحدٍّ تقني. تسلط الدراسة الضوء على إمكانيات غير متوقعة في الفيزياء النظرية، كدراسة الثقوب السوداء والحقول الكمومية، وتفتح آفاقًا لأبحاث في الحوسبة الكمومية وتشفير المعلومات.

toTop