button icon
صورة الخلفيّة
button icon
بطاقات دُعاء
button icon
رمضان مبارك
button icon
بطاقة الإجابة

إبطاء سرعة الضوء إلى 61 كم/ساعة: الاختراق الكمومي في التلاعب بالضوء

ADVERTISEMENT

طالما اعتُبر الضوء، الناقل الأساسي للمعلومات في الكون، أسرع كيان معروف. ففي التجارب اليومية، يسافر الضوء في الفراغ بسرعة مذهلة تبلغ حوالي 299792 كيلومتراً في الثانية (كم/ثانية). ومع ذلك، حقق الفيزيائيون إنجازاً غير مسبوق: إبطاء الضوء إلى 61 كم/ساعة فقط باستخدام مادة كمومية فائقة البرودة. لا يتحدى هذا الاختراق الفهم التقليدي فحسب، بل يُمهِّد الطريق أيضاً لتطبيقات ثورية في الحوسبة والاتصالات وميكانيك الكم. تستكشف هذه المقالة تعريف الضوء وطبيعته، وقياس سرعة الضوء وثباتها، وظاهرة إبطاء الضوء، والمادة الكمية فائقة البرودة، والآثار المترتبة على هذا الإنجاز العلمي.

from cdn.mos.cms.futurecdn.net هل تساءلت يوماً كيف يتباطأ الضوء عند مروره عبر مادة ما؟

1. تعريف الضوء وطبيعته.

الضوء ،كما حدده ميكانيك الكم، هو عبارة عن موجة كهرطيسية تُظِهر خصائص تشبه الجسيمات والموجات على حد سواء. يتكون الضوء من الفوتونات - جسيمات عديمة الكتلة تنتقل عبر الفضاء وتتفاعل مع المادة. يمتد الضوء على طيف واسع، من الموجات الراديوية إلى أشعة جاما، حيث يشغل الضوء المرئي جزءاً صغيراً من هذا النطاق.

ADVERTISEMENT

المُعطيات الاقتصادية عن الصناعات القائمة على الضوء.

تُقدَّر قيمة صناعة الفوتونيات، التي تشمل الاتصالات البصرية وتقنيات الليزر، بأكثر من 600 مليار دولار على مستوى العالم، مع استثمارات كبيرة في أبحاث الألياف الضوئية والبصريات الكمومية. ويُعدُّ فهم خصائص الضوء أمراً بالغ الأهمية لتطوير هذه التقنيات.

2. قياس سرعة الضوء.

تم قياس سرعة الضوء لأول مرة بواسطة أولي رومر (Ole Rømer) في القرن السابع عشر وتم تحسينها لاحقاً من خلال التجارب التي تنطوي على ملاحظات فلكية وتقنيات قائمة على المختبرات. اليوم، يتم تعريفها بدقة على أنها 299,792,458 متراً في الثانية (م / ث) في الفراغ.

المُعطيات الرقمية حول قياس سرعة الضوء.

تقيس تقنيات القياس التداخلي والساعة الذرية الحديثة سرعة الضوء بدرجة ارتياب تقل عن جزء واحد في 10 مليارات، مما يضمن دقة متناهية في الحسابات الخاصة بنظام تحديد المواقع العالمي (Global Positioning System GPS)، وتحديد المواقع الفلكية، وتجارب فيزياء الجسيمات.

ADVERTISEMENT

3. مفهوم ثبات سرعة الضوء.

وفقاً لنظرية النسبية الخاصة لأينشتاين، فإن سرعة الضوء في الفراغ هي ثابت عالمي، يُمثِّل الحد الأقصى للسرعة في الكون. يدعم هذا المبدأ بنية الزمكان ويحكُم التأثيرات النسبية مثل تمدُّد الزمن وانكماش الطول.

إحصائيات حول التقنيات القائمة على الضوء.

يدعم قطاع الاتصالات العالمي، الذي يعتمد بشكل كبير على الألياف الضوئية، أكثر من 2 تريليون دولار من النشاط الاقتصادي سنوياً. إن القدرة على التلاعب بسرعة الضوء يُمكن أن تُحدِث ثورة في نقل البيانات والكفاءة الحسابية.

4. مفهوم إبطاء سرعة الضوء.

على الرغم من ثبات سرعة الضوء في الفراغ، يمكن للضوء أن يتباطأ عندما يمر عبر أوساط مختلفة. تُحدِّد قرينة انكسار المواد (حاصل قسمة سرعة الضوء في الخلاء على سرعته في المادة) مقدار تباطؤ الضوء؛ على سبيل المثال، في الماء (n≈1.33)، يتباطأ الضوء إلى حوالي 225000 كم/ثانية. ومع ذلك، تسمح التقنيات التجريبية للفيزيائيين بتقليل سرعة الضوء بشكل كبير بما يتجاوز ظاهرة الانكسار الطبيعي.

ADVERTISEMENT

مُعطيات تجريبية رئيسية.

في عام 1999، نجحت الفيزيائية لين هاو (Lene Hau) وفريقها في جامعة هارفارد في إبطاء الضوء إلى 61 كم/ساعة فقط باستخدام مُكثَّف بوز-أينشتاين (Bose-Einstein Condensate BEC)، وهي حالة فائقة البرودة للمادة.

5. تعريف المادة الكمومية فائقة البرودة ومفهومها.

تتشكل المادة الكمومية فائقة البرودة، بما في ذلك مُكثَّفات بوز-أينشتاين، عندما يتم تبريد غاز مُخفَّف من الذرات البوزونية إلى درجات حرارة قريبة من الصفر المطلق (−273.15 درجة مئوية). في ظل هذه الشروط القاسية، تندمج الذرات الفردية في حالة كمومية واحدة، مما يُظهر تأثيرات كمومية عيانية.

from nsf-gov-resources.nsf.gov/styles صورة مقربة لجزء من جهاز المختبر المستخدم في إنشاء مُكثَّف بوز-أينشتاين الجزيئي
from dailygalaxy.com المادة الكمومية فائقة البرودة

الاستثمار الاقتصادي في تقنيات الكم.

تستثمر الحكومات والشركات بشكل كبير في الأبحاث الكمومية، ومن المتوقع أن تصل صناعة الحوسبة الكمومية إلى 65 مليار دولار بحلول عام 2030. يُعدُّ التلاعب بسرعة الضوء في المادة فائقة البرودة أمراً بالغ الأهمية لتطوير الشبكات الكمومية.

ADVERTISEMENT

6. تأثير المادة الكمومية فائقة البرودة على الضوء وسرعته.

عندما يدخل الضوء إلى مُكثَّف بوز-أينشتاين، فإن التفاعلات بين الفوتونات والذرات فائقة البرودة تبطئ الضوء بشكل كبير. يتيح ترابط الدالة الموجية الذرية اقتراناً قوياً بين الضوء والمادة، مما يُقلِّل بشكل فعّال من سرعة الضوء.

from dailygalaxy.com حجرة فابري بيرو لدراسة إبطاءالضوء

المُعطيات التجريبية والرؤى الرقمية.

أثبتت تجارب لين هاو على ذرات الصوديوم في درجات حرارة النانو كلفن أنه يمكن إيقاف نبضات الضوء تماماً وتخزينها، ثم إطلاقها عند الطلب.

تفسير تباطؤ الضوء بواسطة المادة الكمومية فائقة البرودة.

إن القدرة على إبطاء الضوء وحتى إيقافه لها آثار عميقة على الفيزياء الأساسية. إنه يتحدى المفاهيم التقليدية لانتشار الموجات ويوفر نظرة ثاقبة للتفاعلات بين الفوتون والمادة في الجُمل الكمومية.

التفسيرات التكنولوجية.

ADVERTISEMENT

الذاكرة الكمومية: يمكن أن يُعزِّز تخزين معلومات الضوء شبكات الاتصالات الكمومية الآمنة.

الحوسبة البصرية: يمكِّن التلاعب بسرعة الضوء من تطوير أنظمة معالجة البيانات المتقدمة.

7. التأثيرات العلمية والتكنولوجية لإبطاء الضوء.

التداعيات العلمية.

• تعزيز فهم التشابك الكمومي والترابط،

• المساهمة المحتملة في تحقيق النواقل الفائقة في درجة حرارة الغرفة.

التقدم التكنولوجي.

الحوسبة الكمومية: تحسين التحكم في البتات الكمومية (الكيوبتات) من خلال تفاعلات الضوء والمادة.

الاتصالات: طرائق تشفير كمومية أسرع وأكثر أماناً.

8. التوقعات المستقبلية بناءً على إبطاء الضوء.

يتوقع الفيزيائيون المزيد من التقدم في التلاعب بالضوء، مما يؤدي إلى اختراقات في تخزين المعلومات، والنقل الآني، وحتى البحث في الجاذبية. تهدف التجارب المستقبلية إلى دمج التحكم في الضوء مع بُنى الحوسبة الكمومية القابلة للتطوير.

ADVERTISEMENT

النمو الاقتصادي المتوقع.

من المتوقع أن يتجاوز سوق الحوسبة الكمومية والأجهزة الفوتونية المتقدمة 100 مليار دولار بحلول عام 2040، مدفوعاً بالابتكارات في التلاعب بسرعة الضوء ومعالجة المعلومات الكمومية.

الخلاصة

تُمثِّل القدرة على إبطاء الضوء إلى 61 كم/ساعة باستخدام مادة كمومية فائقة البرودة لحظة تحوّل في الفيزياء. فهي لا تعمق فهم الضوء وميكانيك الكم فحسب، بل إنها تفتح أيضاً إمكانات هائلة للتقدم العلمي والتكنولوجي. ومع تقدم الأبحاث، أصبحت التطبيقات الاقتصادية والعملية للتحكم في سرعة الضوء على استعداد لإعادة تشكيل الصناعات من الحوسبة إلى الاتصالات الآمنة، مما يُعزِّز فكرة أن التلاعب بالضوء يُعدُّ حجر الزاوية للابتكار في القرن الحادي والعشرين.

المزيد من المقالات