معبد كوم أمبو حلقة بين الماضي والحاضر

ADVERTISEMENT

يقع معبد كوم أمبو على ضفاف نهر النيل في نقطة تتحكم في الطريق المائي، وعرف الناس المنطقة منذ الدولة الوسطى كمركز ديني وتجاري وعسكري كبير. ارتبط المكان بعبادة التمساح، ثم تحولت لاحقًا إلى عبادة الإله سوبك، فظل المعتقد دائرًا حوله قرونًا.

بدأ تشييد المعبد القائم الآن في عهد البطالمة تحديدًا أيام بطليموس السادس، وزينته النقوص الكاملة في أيام بطليموس الثاني عشر. خصصه السكان للإلهين سوبك وهارويريس معًا، فبنى المعماريون له مدخلين وصالتين ومحرابين منفصلين، وخدم كل إله كهنه الخاص.

اشتهر المعبد بكونه بيت شفاء؛ كان المرضى يأتون إليه طلبًا للعلاج، إذ آمن القدماء بأن يدي الإله تزيل الداء. أظهرت الحفريات مقصات وإبرًا ونقوشًا ترسم طقوسًا للعلاج، فبان مدى تقدم الطب في مصر القديمة.

ADVERTISEMENT

المتحف الصغير الملاصق يعرض تماسيح محنطة وإبريقًا وأوانٍ استخدمها الكهنة أثناء التحنيط، إلى جانب تماثيل الإله سوبك. وضع القائمون على المتحف لوحات تفسيرية بالعربية والإنجليزية والفرنسية، مع عروض فيديو توضح خطوات التحنيط.

اليوم يقصده السياح ضمن برنامج الرحلات النيلية، وتعمل بعثات الترميم باستمرار لإبقاء الأحجار في مكانها. تقف القرى النوبية المجاورة تبيع السجاد اليدوي وتقدم رحلات بالفلوكة، فتمنح الزائر صورة حية للحياة اليومية في صعيد مصر.

يبقى كوم أمبو شاهدًا على ذكاء الفراعنة في تحويل بيئتهم إلى رموز دينية باقية، جامعًا بين الحكاية والطقس والبناء في مكان يخاطب العين والفكر سويًا.

toTop