لماذا تعمل الصين على تطوير مفاعل نووي يعمل بالثوريوم يُحدث ثورة في عالم الطاقة؟

ADVERTISEMENT

تستعد الصين لبدء مرحلة جديدة في الطاقة النووية ببناء أول مفاعل يعمل بالملح المنصهر والثوريوم، في صحراء جوبي شمال البلاد. أعلنت بكين في أغسطس 2021 عن انتهاء بناء نموذج أولي صغير، لا يولد كهرباء إلا لنحو 1000 منزل. إذا أثبتت التجارب نجاحها، تعتزم الدولة إنشاء مفاعل أكبر ينتج طاقة تكفي أكثر من 100,000 منزل، فتتقدم الصين إلى مكانة الصدارة في هذا الخط النووي الحديث.

المفاعل الجديد هو أول مفاعل ملح منصهر يعمل منذ عام 1969. يخلط الملح السائل مع الثوريوم ويستغني عن اليورانيوم والماء كوقود وكوسيلة تبريد. يُرى الخط على أنه أكثر أمناً لأن المواد النووية تبقى سائلة، فيقل خطر الانفجار أو تسرّب النواة، ولا يحتاج إلى كميات كبيرة من الماء للتبريد، فيسهل إقامته في أماكن بعيدة وجافة مثل صحراء جوبي.

ADVERTISEMENT

اختارت الصين الثوريوم لأنه متوافر لديها وتقدمه بديلاً بعيد المدى لليورانيوم الذي تعتمد عليه الدول الغربية وتسيطر عليه دول مثل كندا وأستراليا، فيعزز ذلك استقلال الصين في الطاقة. الثوريوم يدوم لفترة أطول، وكفاءته العالية تخفض حاجة العالم إلى اليورانيوم المحدود.

الثوريوم يحمل مزايا بيئية أيضاً، إذ لا ينتج بلوتونيوم، أحد أخطر العناصر سُمّية. غير أن تحويله إلى يورانيوم-233، المادة التي تُشغّل التفاعل، يطرح صعوبات تقنية وأمنية. إشعاع اليورانيوم-233 شديد، ويتطلب حواجز وقاية قوية، كما يمكن استخدام المادة الانشطارية في صنع أسلحة نووية.

ADVERTISEMENT

يبقى التآكل من أبرز العيوب، إذ تؤدي الأملاح السائلة إلى تآكل أجزاء المفاعل مع الوقت، فيثير ذلك قلقاً على سلامته وعمره. بينما تدفع الصين بهذه التقنية إلى الأمام، يراقب العالم بحذر ليُقيّم المخاطر المحتملة وتأثيرها على جهود منع انتشار الأسلحة النووية.

toTop