أكثر 20 مؤلفاً نجاحاً في كل العصور والسؤال: من الذي باع معظم الكتب؟

شهد الأدب الإنساني تطوراً هائلاً من الرواية الشفهية إلى النشر الرقمي. بدأ وسيلة لنقل القيم والمعرفة عبر القصص التي تُروى شفهياً، ثم تحوّل إلى نصوص مكتوبة منذ العصور السومرية، مثل ملحمة جلجامش. تغيّرت أنماطه واتسع تأثيره مع تقدم الحضارات، فأصبحت النصوص الدينية والفلسفية ركائز ثقافية ثابتة، وازدادت أهميته مع ظهور الكتابة ثم الطباعة.

مرّ الأدب بعدة مراحل بدأت بالعصور القديمة الكلاسيكية التي شهدت ظهور الملاحم التراجيدية والفلسفية، ثم العصور الوسطى التي سيطر عليها الطابع الديني، فعصر النهضة الذي أطلق أسماء مثل شكسبير وسرفانتس، ثم التنوير الذي برز فيه الفكر النقدي. ظهرت الواقعية والرومانسية في القرن التاسع عشر، بينما كسرت الحداثة وما بعدها القيود الشكلية للأدب الكلاسيكي.

شهد القرن العشرون والواحد والعشرون ثورات في النشر والقراءة، إذ ارتفعت نسبة محو الأمية، كثرت الجوائز الأدبية، وانتشرت روايات الخيال وأدب الشباب. ساعدت الوسائط الرقمية ومنصات مثل واتباد و”BookTok” في تحويل القراءة إلى تجربة تفاعلية، فازدادت الكتب الصوتية والإلكترونية.

تصنّف مؤلفات مثل الكتاب المقدس والقرآن ودونكيشوت ورب الخواتم وسلسلة هاري بوتر ضمن أكثر الكتب مبيعاً، إذ باعت بعضها مئات الملايين من النسخ. ترجمت إلى لغات عدة وأصبحت مراجع ثقافية عالمية.

يأتي وليام شكسبير في مقدمة أنجح المؤلفين، يليه أغاثا كريستي، باربرا كارتلاند، ورواة آخرون أثروا المشهد الأدبي مثل ديكنز وتولستوي ورولينج وستيفن كينغ.

يمتد تاريخ النشر من النسخ اليدوية إلى الطباعة الصناعية، ثم إلى النشر الرقمي والذاتي. تشير بيانات 2023 إلى أن حجم السوق العالمي للتأليف بلغ 138 مليار دولار، بينما وصلت السوق العربية إلى مليار دولار. تواجه صعوبات مثل الرقابة والقرصنة، لكن تتوفر فرص عبر المعارض والمنصات الرقمية العربية.

تتصدر مصر ولبنان والإمارات إنتاج ونشر الكتب العربية، لكن متوسط القراءة لا يتجاوز خمسة كتب سنوياً. تواصل الحكومات دعم محو الأمية وتعزيز ثقافة القراءة. أما المستقبل، فيتجه نحو إدماج الذكاء الاصطناعي، والنشر البيئي، والترجمات الرقمية، ما يؤكد أن الأدب سيظل مرآة الحياة الإنسانية بكل تحولاتها.