button icon
صورة الخلفيّة
button icon
بطاقات دُعاء
button icon
رمضان مبارك
button icon
بطاقة الإجابة

4 عوامل تسهم في تكوين شخصيتك

ADVERTISEMENT

شخصيتك هي الخصائص الفريدة التي تميزك عن الآخرين وعلى الرغم من وجود ملايين البشر إلا أنه شبه مستحيل أن تجد شخصيتين متطابقتين تماما. قد تقابل شخص يشبهك شكلا أو في بعض الصفات أو حتى ظروف النشأة، إلا أنه كلما أقتربت منه كلما بدأت الفروق في الظهور. ستلاحظ أن حتى الأخوة الذين تربوا داخل البيت الواحد واشتركوا في نفس أفراد الأسرة وتربوا في نفس البيئة وتحت نفس الظروف تختلف شخصياتهم بشكل فريد. سطور هذا المقال ستركز على العوامل التي تسهم في تكوين شخصيتك.

1- العوامل الجسدية :

العوامل الجسدية التي تتصف بأنها بيولوجية أو وراثية تقع تحت بند العوامل الجسدية والتي تسهم في تكوين الشخصية. تلك العوامل تمثل حوالي 50% من الفروق بين الأفراد وهي نسبة ليست بهينة. ببساطة تلك العوامل هي ما ورثته عن آبائك وأجدادك مثل الملامح والطول ولون البشرة والشعر والعين وغيرها من السمات الشكلية. تلك العوامل الفسيولوجية لا تتوقف على الشكل فقط بل تؤثر أيضا علي مزاجك وبعض طباعك وحتى الأمراض أو الأضطرابات التي من الممكن أن تصاب بها وتسهم في تكوين شخصيتك. هذا الجزء من العوامل يصعب التحكم فيه بشكل كبير. يعتبر تأثيره أيضا متفاوت بين الأفراد، مثلا لابد أنك لاحظت التشابه بين أب وأبنه بشكل كبير بينما قد يبدو الأخ أو الأخت مختلفين تماما عن الأب.

ADVERTISEMENT
صورة Vika_Glitter من Pixabay

2- العوامل البيئية والاجتماعية:

البيئة الأولى للأنسان هي أسرته الأولي، والديه ثم أخوته ويليها أفراد العائلة الممتدة مثل الأعمام والعمات وأبناؤهم والأخوال والخالات وأبنائهم والأجداد. يلي الأسرة الجيران وأصدقاء الأسرة ثم المدرسة والنادى الرياضى ودور العبادة وغيرها من مؤسسات المجتمع. يأتي إلي ذهني الآن المثل الأفريقي الذي يعني أنك تحتاج قرية لتنشئة طفل. يترك كل هؤلاء الأفراد وتلك المنظومات المجتمعية أثرا كبيرا على تكوين شخصية الفرد منذ طفولته.

عندما تعود بالذاكرة ستلاحظ أن كلمة قالها معلم أو معلمة تركت أثرا كبيرا في نفسك أو حتى كان لها ثقل عند أختيارك مسيرتك الدراسية والعملية. ستجد أن عاداتك وحتى ألفاظك أستمد العديد منها من عائلتك وجيرانك ومجتمعك. الأثر عميق وممتد وله بصمات واضحة في شخصيتك. نستمد الكثير من أسرتنا ومجتمعنا مثل معلوماتنا والكثير من السلوكيات والمهارات والخبرات والقيم والمعتقدات. حتى طريقة اللبس والكلام والتصرف في المواقف المختلفة يتأثر بالبيئة والمجتمع الذي نشأ فيهم.

طريقة تنشئة الأسرة وكذلك ظروف الأسرة الاقتصادية والاجتماعية كلها عوامل تؤثر في الشخصية. أما البيئة فلا تقتصر فقط على أفراد المجتمع ولكن طبيعة البيئة نفسها مثل البيئة الجبلية أو الصحراوية أو الساحلية والطقس. علي سبيل المثال النشأة في بيئة صحراوية قد تعنى إعتياد الفرد علي الحياة البسيطة والتنقل، أما الذين ينشأون في بيئة ساحلية فيميلون للإيجابية والإقبال على الحياة بشكل أكبر. ستجد أن حتى تفضيلاتك في الطعام متأثرة بشكل كبير بالبيئة التي نشأت فيها. هؤلاء من ينشأون في البيئة الساحلية يجدون الأسماك طعام رئيسي ولا يميلون بشكل كبير للحوم الأخرى بنفس القدر. ومن ينشؤون في البيئات الجبلية يفضلون الطعام الذي يساعدهم علي الشعور بالدفء. لا يسعنا ذكر كل الجوانب فقط عمق تأثير البيئة على الإنسان وتشكيلها للكثير من جوانب شخصيته.

ADVERTISEMENT
صورة idereal من Pixabay

3- العوامل النفسية:

سلوك الإنسان وانفعالاته ومشاعره المختلفة وحتى طريقة تفكيره ومعتقداته يؤثرون على نمط شخصيته. تلعب معتقدات الإنسان مثل عقيدته الدينية دور في الصراعات التي يعيشها في حياته وتسهم في تشكيل شخصيته. إشباع الاحتياجات النفسية والعاطفية في مرحلة الطفولة الأولي أو عدم إشباعها تشكل شخصيتك ومن أنت. إذا لم تسدد حاجاتك للشعور بالأمان والتقدير والانتماء تنشأ كشخص يفتقد الانتماء والثقة بالآخرين ويشعر بالرفض والنقص. أما تسديد هذه المشاعر، فيشعرك بقيمتك و أنك محبوب ومرغوب وآمن. الطفل المهمل يسعى لتسديد احتياجه بطرق سلبية مثل الميل للمشاغبة اقتراف الأخطاء لجذب الاهتمام أو يتحول لشخص يسعى لإرضاء الآخرين حتى على حساب نفسه وكرامته. إذا قرأت عن هرم ماسلو للإحتياجات وقد سبق وتناولناه في موضوع سابق، يمكنك التعرف بشكل أكبر على الحاجات الإنسانية النفسية والشعورية والأثر الذي يتركه في حالة عدم تسديدها.

الأمر يمتد أيضا على بعض العوامل الوراثية التي ذكرناها و نشاط الجينات والهرمونات التي قد تؤثر علي مزاجك وقد تجعله متقلبا أو تصيبك ببعض الأضطرابات والأمراض النفسية والتي تؤثر بشكل جدي على شخصيتك وانفعالاتك وسلوكياتك. في تلك الحالة تختلط العوامل الوراثية والفسيولوجية بالعوامل النفسية.

ADVERTISEMENT

4- العوامل العقلية:

نشير هنا لمستوى ذكاء الفرد وقدراته العقلية والإدراكية ومهارات التفكير والتحليل وحل المشكلات. القدرات العقلية الجيدة لا تظهر في مستوى الذكاء وطريقة التفكير فقط بل أيضا في الوعي والضمير. الأشخاص ذوى القدرات العقلية الجيدة يميلون لوضع أهداف لحياتهم وخطط واضحة لتنفيذها. يميلون للسعي للنجاح وتحقيق الذات بل ومساعدة الأخرين أيضا حيث يشعرون بالمسؤولية نحو المجتمع الصغير وهو الاسرة والكبير وهو المجتمع ككل. هذه العوامل تسهم في طريقة سعيك للمعلومات والخبرات واتخاذك للقرارات وحلك للمشكلات وغيرها من المهارات. لذا فهي تشكل تعليمك وثقافتك وطريقة تطويرك لشخصيتك.

نلاحظ أن العوامل الأربعة لا تعمل علي حدي وإنما تتداخل سويا ولا يمكن فصل أثرها عن بعضها البعض. ولكن يجب أن نذكر أن شخصية الإنسان أكثر تعقيدا من مجرد مجموعة عوامل أو قائمة نقوم بتفقدها. غالبا ما ستجد كسر لتلك القواعد في الكثير من الأحيان ولا يعنى ذلك أن هناك خطأ في طريقة النظر للعوامل وإنما نقص في المعلومات عن كيفية تداخل تلك العوامل لدي شخص بعينه. علي سبيل المثال، قد تقابل شخص ناجح رغم خروجه من بيئة لا تحقق النجاح أو منظومة تعليمية فاشلة. قد تجد شخص عطوف و متعاون وذو ضمير حي ولكنه نتاج أسرة غير عطوفة. يمكننا فهم بعض العوامل التي جعلتك من أنت من خلال مراجعة تلك العوامل وكيف ساهمت في تشكيل شخصيتك ولكن ستظل دائما أسرار لم تعرف أو تفهم بالكامل.

ADVERTISEMENT
صورة Pexels من Pixabay
toTop