سر النقوش الغامضة في معبد اسلنطة في ليبيا

ADVERTISEMENT

يقع معبد اسلنطة الغامق وسط الجبل الأخضر بليبيا، على سفح جبلي بعيد تحيط به كهوف. النقوش الحجرية النادرة التي تملأ المكان تُظهر طقوساً وأساطير عمرها آلاف السنين، وتترك في نفس الزائر شعوراً بالرهبة والتساؤل.

تقع قرية اسلنطة، التي عُرفت قديماً باسم "لاساميسيس"، جنوب غرب مدينة شحات بنحو 50 كم، وترتفع 900 متر عن سطح البحر. تغطي الثلوج الأرض هناك في الشتاء، فتمنح المكان هيبة خاصة. يقف المعTemple عند الطرف الشمالي من السفح، وتمتد حوله كهوف متجهة جنوباً، فتشكل مجتمعة نسقاً روحياً مميزاً.

بدأ الاهتمام بالموقع حين زاره الرحالة الإيطالي جوزيبي هايمان سنة 1881، ثم التقط جيولوجي أول صورة له عام 1909، وأعقب ذلك توثيق أثري عام 1910. لكن الحفريات الجدية انطلقت مع كيزلاتسيوني بين 1912 و1928، فكشفت نقوشاً معقدة تحمل دلالات دينية واضحة.

ADVERTISEMENT

تنقسم النقوش إلى خمس مجموعات: الأولى ترسم نساءً ووجوهاً بشرية وحيوانية، والثانية تُظهر منضدة ذبح خنازير يحيط بها مشهد تقديم القرابين، والثالثة تحتوي على رؤوس بشرية مشوهة داخل الكهف. المجموعة الرابعة تصور أفعى تبتلع خروفاً وسط حشد من الحيوانات والبشر، بينما تُقدم المجموعة الخامسة مشهداً درامياً ملفوفاً بالغموض.

يتخذ الفن الليبي القديم في الموقع رموزاً تعبدية كالأفعى والأسد والخنزير، وتُرسم الوجوه بزوايا حادة لا تهدف إلى التزيين بل إلى الإشارة إلى طقوس سرية. يعتقد بعض الباحثين أن النقوش تعكس حالات شعورية أو طقوس تضرع واتصال بعوالم غير مرئية، وتعكس روحانية محلية لم تمتصها الثقافات الإغريقية أو الرومانية بالكامل.

ADVERTISEMENT

معبد اسلنطة إرث ثقافي نادر يستحق الحماية من التآكل، ليس لقيمته الأثرية فحسب، بل كوثيقة مرئية تعبق بمعتقدات ليبية غلفتها الأسطورة والرمز.

لا يصلح المعبد لجولات تقليدية، بل هو تجربة روحية وتاريخية شاقة ومؤثرة، تفاجئ الباحثين وعشاق الآثار بأسرار محفورة في الصخر تنتظر من يقرأها.

toTop