أسرار الآثار والنقوش الصخرية في جبل البركل في السودان

ADVERTISEMENT

يقع جبل البركل في ولاية نهر النيل بالسودان، ويجمع بين منظره الطبيعي وتاريخه العريق ومكانته الدينية. شهد ازدهار مملكتي نبتة وكوش، وحفرت على صخوره قصص الملوك والكهنة والآلهة، فأصبح كتابًا حجريًا تُرى فيه الطقوس وانتصارات الملوك، وهو ما دفع اليونسكو لإدراجه ضمن قائمة التراث العالمي.

اعتُبر الجبل مكانًا مقدسًا مرتبطًا بالإله آمون، وشُبّهت قمته بالتاج الفرعوني، فازدادت قيمته السياسية والدينية. بُني بجواره معبد آمون العظيم، الذي كان مركز الدين والسياسة، وتُوّج فيه الملوك ليعلنوا أنهم أبناء الآلهة ونوابهم على الأرض.

ADVERTISEMENT

النقوش المحفورة على الصخر ترسم مشاهد الحياة الملكية والاحتفالات والانتصارات، وتبدو فيها تأثيرات الحضارة المصرية على الفن النوبي في الأزياء والرموز. تكررت رموز القرص الشمسي والتاج المزدوج والعصا الملكية لتؤكد أن القوة مصدرها السماء.

استخدم النحاتون أدوات نحاسية وحجرية، وكان الكهنة يشرفون على الحفر لضمان مطابقة النقوش للمعاني الدينية والسياسية. أضيفت ألوان زاهية تلاشت لاحقًا. إلى جانب معبد آمون، يظهر معبد الإلهة موت، فيُبرز الدور الأنثوي في الدين النوبي ويُظهر توازن القوى المقدسة.

اليوم، تحتاج حماية الجبل إلى عمل جماعي: توثيق رقمي، قوانين صارمة، تمويل دائم، وتعاون مع مؤسسات ثقافية، ليستمر إرث الحضارة النوبي ويبقى الجبل شاهدًا حيًا للأجيال القادمة.

toTop