button icon
صورة الخلفيّة
button icon
بطاقات دُعاء
button icon
رمضان مبارك
button icon
بطاقة الإجابة

القيروان: مدينة المآذن والتاريخ الإسلامي العريق

ADVERTISEMENT

تقع مدينة القيروان في قلب تونس، وهي واحدة من أقدم المدن الإسلامية وأكثرها قدسية في المغرب العربي. تأسست في عام 670 ميلادية على يد القائد العربي عقبة بن نافع، لتصبح لاحقًا مركزًا دينيًا وعلميًا هامًا في العالم الإسلامي. تُعرف القيروان بلقب "رابعة الثلاث" بعد مكة والمدينة والقدس، لما لها من مكانة دينية وتاريخية عظيمة. بالنسبة لعشاق السفر، تُعد القيروان وجهة فريدة تفتح أبواب الماضي، وتقدم تجربة أصيلة تنبض بروح الإسلام الأصيل وعمارة الحضارة الإسلامية.

الصورة من envato

القيروان: المهد الأول للإسلام في شمال إفريقيا

كانت القيروان أول قاعدة عسكرية إسلامية في بلاد المغرب، ومنها انطلقت الفتوحات الإسلامية نحو الجزائر والمغرب والأندلس. لم تكن القيروان مجرد مدينة محصنة، بل تحولت بسرعة إلى مركز ديني وثقافي نابض بالحياة. في العصور الإسلامية الذهبية، كانت القيروان موطنًا لعدد من كبار العلماء والفقهاء، واحتضنت مكتبات ومدارس علمية تركت بصمتها على التاريخ الإسلامي.

جامع عقبة بن نافع: قلب المدينة وروحها

لا يمكن زيارة القيروان دون التوقف أمام جامع عقبة بن نافع، أحد أقدم وأعظم المساجد في العالم الإسلامي. بُني في القرن السابع الميلادي، وقد خضع للعديد من التوسعات والترميمات، لكنه لا يزال يحتفظ برونقه وهيبته حتى اليوم.

ADVERTISEMENT

ماذا يجعل جامع القيروان فريدًا؟

  • منارته: تعد من أقدم المآذن في الإسلام، وهي شاهقة ومهيبة، بنيت بأسلوب يوحي بالقوة والصلابة.
  • صحنه الداخلي: تحيط به أعمدة ضخمة جُلبت من مواقع أثرية رومانية، مما يضفي عليه طابعًا معماريًا فريدًا يجمع بين الأصالة الإسلامية والعراقة الرومانية.
  • مكانته الدينية: يُعتقد أن سبع زيارات لهذا الجامع تعادل حجة إلى مكة، مما يزيد من قداسته لدى المسلمين.
صورة بواسطة A M على Unsplash

المدينة العتيقة: متاهة الأزقة والأسواق القديمة

بين جدران القيروان القديمة، تمتد أزقة ضيقة مرصوفة بالحجارة، تتخللها أبواب خشبية مزخرفة وأسواق تقليدية نابضة بالحياة. ستجد الحرفيين وهم يصنعون السجاد القيرواني الشهير، أو يطرقون على النحاس لصنع المصنوعات التقليدية.

أبرز ما يمكن زيارته داخل المدينة العتيقة:

  • سوق السجاد: تشتهر القيروان بصناعة السجاد اليدوي، خاصة “المرقوم”، والذي يعكس أنماطًا هندسية وزخارف فنية متوارثة.
  • سوق البلاغجية: حيث تُصنع البلاغي التونسية التقليدية، وهي نعال جلدية فاخرة.
  • الأقواس والبوابات: ستدهشك البوابات التاريخية مثل باب تونس وباب الجلادين، بزخارفها وهندستها الإسلامية.

فسقية الأغالبة: عبقرية هندسية من القرن التاسع

ADVERTISEMENT

على أطراف المدينة، تقع فسقية الأغالبة، وهي صهاريج مائية ضخمة تعود إلى القرن التاسع الميلادي، بُنيت لتزويد المدينة بالماء في زمن الدولة الأغلبية. تتكون الفسقية من حوضين كبيرين بُنيَا بطريقة هندسية دقيقة تعتمد على الأقواس والدعامات الحجرية، مما يجعلها شاهدًا على التقدم العمراني الإسلامي المبكر.

لماذا تُعد الفسقية محطة لا تُفوَّت؟

مشهد الغروب عند الفسقية رائع للغاية، حيث تنعكس ألوان الشمس على سطح الماء وسط الهدوء والسكينة.

تعتبر من أهم الشواهد على التطور المدني والتقني في الدولة الإسلامية المبكرة.

الزوايا والأضرحة: رموز التصوف والروحانية

تزخر القيروان بعدد من الزوايا والأضرحة التي تُمثل روح التصوف الإسلامي. من أبرزها ضريح سيدي الصحبي، المعروف محليًا بـ"بو جمعة"، وهو أحد الصحابة الذين استقروا في القيروان. يتميز الضريح بقبته المزخرفة وأبوابه الخشبية المرسومة يدويًا.

تستقطب هذه الأماكن الزوار الذين يبحثون عن أجواء روحانية وسكينة نفسية، كما تُعد مواقع مهمة لفهم جانب آخر من الحياة الدينية في القيروان.

القيروان وموسم المولد النبوي الشريف

تتحول القيروان إلى مدينة تعج بالحياة خلال موسم المولد النبوي الشريف، حيث يتوافد إليها آلاف الزوار من مختلف أنحاء تونس وخارجها. تُقام الاحتفالات الدينية، وتنشط الأسواق، وتُزين الشوارع بالأضواء. كما يُنظم الموكب التقليدي الذي يجوب المدينة بالأناشيد والمدائح النبوية.

ADVERTISEMENT

لماذا زيارة القيروان خلال المولد تجربة خاصة؟

  • فرصة للاستمتاع بالطقوس الدينية الأصيلة في جو مهيب ومؤثر.
  • التعرف على التقاليد المحلية من أطعمة وملابس وأجواء احتفالية فريدة.
تصوير Brahim Guedich على Unsplash

القيروان والطعام: نكهات تقليدية لا تُنسى

يُعرف المطبخ القيرواني بنكاته الغنية وتقاليده العريقة. ومن أشهر الأطباق التي يجب أن تجربها خلال زيارتك:

  • المقروض: حلوى قيروانية مشهورة، تُحضّر بالتمر والعسل والسميد، ولها طعم لذيذ لا يُقاوم.
  • الكسكسي باللحم أو الدجاج: يقدم بنكهة مميزة وتوابل محلية.
  • المرقة الحمراء: طبق تقليدي يحتوي على الحمص واللحم ويُقدم مع الخبز العربي.

يمكنك تذوق هذه الأطباق في المطاعم المحلية أو حتى في الأسواق، حيث تُعد أمامك مباشرة في مشهد يعكس دفء الضيافة القيروانية.

القيروان كموقع تراث عالمي

في عام 1988، أدرجت اليونسكو مدينة القيروان ضمن قائمة مواقع التراث العالمي، اعترافًا بأهميتها التاريخية والمعمارية والدينية. يُمثل هذا التصنيف دليلاً على القيمة الثقافية العالمية التي تمتلكها المدينة، ويدعو المسافرين لاستكشافها والحفاظ على كنوزها.

نصائح عملية لزيارة القيروان

  • أفضل وقت للزيارة: فصل الربيع (مارس - مايو) أو الخريف (سبتمبر - نوفمبر)، حيث يكون الطقس معتدلًا ومناسبًا للتجوال.
ADVERTISEMENT
  • مدة الزيارة المثالية: يومان إلى ثلاثة أيام كافية لاكتشاف أبرز معالم المدينة.
  • وسائل النقل: القيروان تقع على بُعد نحو 160 كم من تونس العاصمة، ويمكن الوصول إليها بسهولة بالحافلات أو السيارات.
  • الإقامة: تتوفر فنادق تاريخية وسط المدينة، بالإضافة إلى نُزُل تقليدية تمنحك تجربة محلية حقيقية.

لماذا يجب أن تكون القيروان على قائمة سفرك؟

القيروان ليست مجرد مدينة قديمة؛ إنها حكاية متواصلة من المجد الإسلامي، والفن المعماري، والثقافة المتجذرة. إن كنت من محبي الرحلات التي تمزج بين التاريخ والروحانية والضيافة، فالقيروان هي الوجهة المثالية لك. ستغادرها محمّلًا بالذكريات والعطر الشرقي ونقوش الأبواب القديمة، وستدرك أن لهذه المدينة وقعًا خاصًا على القلب.

القيروان، مدينة المآذن والتاريخ الإسلامي العريق، لا تزال محافظة على هويتها منذ أكثر من 1300 عام. إنها دعوة مفتوحة لكل من يعشق استكشاف الجذور، والسير على خطى الفاتحين، وتأمل الجمال الإسلامي في أبهى صوره.
سواء أتيت لتُصلي في جامع عقبة، أو لتتأمل في فسقية الأغالبة، أو لتتذوق المقروض، فإن القيروان ستفتح لك قلبها وتدعوك للعودة دائمًا.

toTop