المؤشر النهائي للوفاة المبكرة

ADVERTISEMENT

أظهرت دراسة حديثة واسعة أن قدرة الجسم على استخدام الأكسجين أثناء الجهد أهم من الرشاقة في تحديد احتمال الموت المبكر، بغض النظر عن رقم مؤشر كتلة الجسم. وجد الباحثون أن من يعانون ضعفًا في هذه القدرة يواجهون احتمالية وفاة مضاعفة مقارنة بغيرهم، حتى لو كان وزنهم ضمن المعدل الطبيعي. بينما يقل خطر وفاة البدينين الذين يتمتعون بقدرة عالية على استخدام الأكسجين أثناء الجهد بنسبة تصل إلى النصف مقارنة بأصحاب الوزن الطبيعي الذين يفتقرون إلى تلك القدرة.

أشرف على الدراسة سيدهارتا أنجادي، أخصائي فسيولوجيا التمارين في جامعة فرجينيا، ونشرتها المجلة البريطانية للطب الرياضي. شدد على أن تحسين قدرة الجسم على استخدام الأكسجين أثناء الجهد، حتى من دون نقص في الوزن، يخفض احتمال الوفاة انخفاضًا واضحًا، ما يعزز فكرة أن الحركة اليومية تؤثر في الصحة وطول العمر أكثر من الرقم الذي يظهر على الميزان.

ADVERTISEMENT

يطرح الباحثون منذ سنوات سؤال: «هل يوجد بدين صحي؟» فالسمنة ترتبط عادة بأمراض القلب والسكري، لكن الدراسة تُظهر أن القدرة على بذل جهد هوائي يعدّل تلك المعادلة. في مراجعة عام 2021، توصل فريق إلى أن ممارسة التمارين تخفض احتمال الموت المبكر بنسبة 30 % حتى من دون نقص في الوزن، أي أن تأثيرها ضعف تأثير الحمية الغذائية وحدها.

استعرض الباحثون 20 دراسة شملت نحو 400 ألف شخص من دول متعددة، ثلثهم من النساء، وقارنوا بين قدرة الجسم على بذل جهد هوائي، ومؤشر كتلة الجسم، ومعدل الوفيات. تبيّن أن من يفتقرون إلى تلك القدرة يواجهون احتمال وفاة أعلى حتى لو كان وزنهم طبيعيًا، بينما يواجه البدينون النشيطون احتمالًا أقل.

ADVERTISEMENT

أوضحت الدراسة أن الوصول إلى مستوى جيد من القدرة على بذل جهد هوائي لا يتطلب تمرينًا قاسيًا؛ فالمشي بسرعة تكفي لانتقال الشخص من فئة غير القادرين على بذل جهد إلى فئة القادرين. يوصي الخبراء بالمشي يوميًا بوتيرة معتدلة لتحسين الصحة. يكشف البحث أن قدرة القلب والرئتين على التحمل تتقدم على مؤشر كتلة الجسم في تحديد الصحة وطول العمر، ما يغيّر الطريقة التي ننظر بها إلى السمنة والنشاط في الحياة اليومية.

toTop