زيادة السرعة: السينما المصرية تستعد للإبهار بروايات ذات معنى

ADVERTISEMENT

تشهد السينما المصرية تغيّراً واضحاً، إذ تتجه إلى طرح قصص اجتماعية عميقة تخالف التقاليد المتعارف عليها، في دلالة على تبدّل ذوق الجمهور وتبدّل أولويات المنتجين. بعد سنوات من هيمنة الأعمال الكوميدية والرومانسية، يفتح فيلما «المشروع إكس» و«استنساخ» الباب أمام مرحلة جديدة من السرد السينمائي ذي الهدف.

يجتمع المخرج بيتر ميمي مجدداً مع النجم كريم عبد العزيز في فيلم «المشروع إكس» المقرر عرضه بتقنية IMAX في مايو المقبل. تدور القصة حول عالم آثار مصري يقود فريقاً لمطاردة عصابة دولية تهرب القطع الأثرية، منتقلاً بين مصر ودول أوروبية، وتتقاطع خطاه مع غواصة شابة من الجونة. يتميز الفيلم بمواقع تصوير عالمية ومشاهد عالية الجودة، ويُعد إنجازاً إنتاجياً بدأ التحضير له عام 2018 رغم العقبات.

ADVERTISEMENT

أما فيلم «استنساخ» من بطولة سامح حسين، فقد عُرض في أبريل وينتمي إلى الخيال العلمي. يروي قصة «يونس العربي» وسط تقدم الذكاء الاصطناعي واندفاعه في الحياة البشرية. من إخراج عبد الرحمن محمد، يتناول الفيلم أثر التكنولوجيا على الواقع والهوية، ويعكس وعياً مجتمعياً واهتماماً بالقيم الأخلاقية.

يُظهر رمضان تحولاً بارزاً في مضمون السينما المصرية، إذ أصبح التركيز على جودة الرسائل والمعاني ضرورة، بما يتوافق مع توجيهات الرئيس السيسي لرفع مستوى المحتوى الفني. يظهر ذلك في الانتقال من العنف والكوميديا السطحية إلى محتوى تنويري يعزز النمو الشخصي والمجتمعي.

ADVERTISEMENT

الاتجاه الجديد يعزز الحضور العالمي للسينما المصرية عبر تناول موضوعات إنسانية بأصالة محلية، فيزيد فرص المشاركات الدولية ويجذب الإنتاجات المشتركة. كما تدفع هذه الأعمال إلى حوارات مجتمعية أوسع، وتسهم في تكسير الصور النمطية، وتخلق تفاعلاً أعمق مع الجمهور، خصوصاً الشباب الباحث عن محتوى ملهم.

ينعكس التوجه إيجاباً على الاقتصاد والصناعة، من خلال تنويع الأنواع الفيلمية وزيادة جاذبية الإنتاج المحلي. وباتباع هذا النهج، تستعيد السينما المصرية دورها الريادي عربياً وتعزز قوتها الناعمة على المستوى الدولي.

toTop