عجلون: مدينة الطبيعة والتاريخ الإسلامي

تقع مدينة عجلون شمال غرب الأردن وتُعد من أجمل الوجهات الطبيعية في المملكة. تكسوها تلال خضراء، يهبط عليها مناخ معتدل، وتغطيها غابات كثيفة. تتداخل فيها الطبيعة مع التاريخ، إذ شهدت أدواراً بارزة خلال الحروب الصليبية، تحديداً في زمن صلاح الدين الأيوبي، وكانت قاعدة عسكرية مهمة لحماية الطرق المؤدية إلى القدس ودمشق.

يُنسب اسم عجلون إلى راهب بيزنطي يُدعى "عجلون". تطور الموقع ليصبح مركزاً دفاعياً قوياً في العهدين الأيوبي والمملوكي. قلعة عجلون هي أبرز معالمها، بناها عز الدين أسامة عام 1184، وتُعد تحفة معمارية دفاعية تشرف على الأغوار. تضم القلعة أبراجاً وممرات، وتحتوي على متحف صغير داخلها.

تُعد غابات عجلون قلباً أخضر تفيض بالطبيعة، وتضم أشجار الخروب، العرعر والبلوط، وهي بيئة مثالية للتنزه ولحياة البرية. من أبرز مساراتها البيئية "وادي الريان" الذي يمر بجداول مياه وزهور نادرة. تحتوي المنطقة على محمية عجلون الطبيعية التي أُنشئت عام 1988 لحماية التنوع البيئي، وتقدم فعاليات سياحية مستدامة وتجارب بيئية منها مراقبة النجوم وورش عمل زراعية.

تحافظ محافظة عجلون على تراثها من خلال أسواق شعبية حرفية مثل سوق الحسينية وسوق الخميس، حيث تُعرض منتجات ريفية كالعسل والزيتون والفخار. تشتهر المدينة بمهرجاناتها الثقافية مثل مهرجان القلعة والخريف الأخضر.

تشمل المعالم المحيطة كهف برنيص، جبل أم العود، وعين عنجرة ذات المياه العذبة. بفضل موقعها الجغرافي ومناخها المعتدل، يُعد فصل الربيع والخريف الأفضل لزيارة المدينة وتجربة المغامرات البيئية في عجلون. توفر المدينة مرافق إقامة متنوعة من بيوت الضيافة إلى الفنادق التقليدية، ما يعزز خدمات السياحة البيئية ويجعلها وجهة سياحية متكاملة في الأردن.