عندما تتحدث الحجارة: لوحة المجاعة في عهد الملك زوسر

ADVERTISEMENT

وثّقت الحضارة الفرعونية عظمتها، وكذلك الأسباب التي كادت أن تؤدي إلى هلاكها. فلوحة المجاعة، وهي واحدة من أقدم الوثائق التاريخية، تخلد قصة الجفاف والمجاعة التي أصابت مصر القديمة وشعبها. تكشف لنا اللوحة بسطورها ورموزها ونقوشها كيف نجا الأسلاف من المجاعة.

عرض النقاط الرئيسية

  • لوحة المجاعة تُعد من أقدم الوثائق التاريخية التي خلدت ذكرى الجفاف والمجاعة التي ضربت مصر القديمة.
  • الملك زوسر، مؤسس الأسرة الثالثة في مصر، لعب دورًا حاسمًا في التصدي للمجاعة وتحقيق استقرار اقتصادي ومعماري.
  • تُظهر نقوش اللوحة كيف أن زوسر لجأ إلى الآلهة واستعان بوزيره إيمنحوتب الذي وجّه الملك نحو استرضاء الإله خنوم لإنهاء الأزمة.
  • ADVERTISEMENT
  • الكتّاب في العصر البطلمي نقشوا القصة على حجر جرانيتي ضخم بعد نحو ألفي عام من الحدث بهدف توثيقه وإبراز أهميته التاريخية.
  • يعكس محتوى اللوحة العلاقة الوثيقة بين الدين والسياسة في مصر القديمة، ودور العقيدة في تفسير الكوارث الطبيعية.
  • هناك تشابه ملحوظ بين قصة المجاعة في عهد زوسر وقصة النبي يوسف المذكورة في الأديان السماوية، خاصة في مدة المجاعة ورؤية الملك.
  • تُعد لوحة المجاعة مصدرًا أثريًا نادرًا يكشف الكثير عن شكل الحياة الدينية والاجتماعية والسياسية في الحضارة الفرعونية.

زوسر يحكم مصر

يُعد الملك زوسر أحد أهم ملوك مصر في الأسرة الثالثة القديمة ومؤسسها. وقد ورد اسمه في بردية تورين الفرعونية، وذُكر باللون الأحمر تمييزًا له عن باقي ملوك الأسرة. يُعتبر زوسر من أعظم الملوك الذين حكموا مصر، إذ استطاع تحقيق الاستقرار الاقتصادي والتطور في أساليب البناء، حيث انتقل من استخدام الطوب اللبن إلى استخدام الأحجار، وهو ما يُعد تقدمًا معماريًا كبيرًا في عهده، ويتجلى ذلك في بناء هرم زوسر المدرج الشهير في سقارة.

نُقِشت لوحة المجاعة في جزيرة سهيل بأسوان، وهي تحكي كيف أصابت مصر مجاعة لسنوات، وكيف استطاع زوسر تجاوز هذه المحنة بنجاح.

ADVERTISEMENT

الحجر يتحدث

تحكي لوحة المجاعة المنقوشة على صخرة كبيرة قصة الأزمة التي حدثت، وكيف استطاع الملك زوسر استرضاء الآلهة ليعود النيل وتزدهر الحياة والزراعة من جديد. حيث أدى جفاف النيل إلى مجاعة استمرت، وفقًا للنقوش، سبع سنوات عجاف، وهو ما يربطه الناس بقصة النبي يوسف المذكورة في الأديان السماوية. كتبت اللوحة بالخط الهيروغليفي في عهد البطالمة، أي بعد زمن زوسر بحوالي ألفي عام، لكنها تحكي قصة المجاعة وكيف حدثت. تروي القصة أن الملك زوسر استعان بوزيره إيمنحوتب، الذي تذكر النقوش أنه أخبر الملك زوسر بضرورة زيارة معبد الإله خنوم، وبعدها  رأى الملك رؤية بأن الفيضان قد عادد  فقد  قرابين للاله خنوم واوقفت  التقديمات لغيره.

نُقشت اللوحة على حجر جرانيتي مقسوم نصفين، فالنصف الآخر من اللوحة هو نص يصف حالة الحزن والحيرة التي أصابت زوسر بسبب الجفاف، والأسباب التي أدت إليه.

ADVERTISEMENT

لعلك لاحظت التشابه بين قصة يوسف في الأديان السماوية وقصة أمنحتب والملك زوسر، حيث تشابهت القصتان في الحلم الذي رآه الملك وفسره وزيره، وفي عبادة إله واحد ومنع تقديم القرابين لغيره، وفي فكرة استمرار المجاعة لمدة 7 سنوات، وهو ما ذكر في الأديان السماوية أيضًا، والتي أكدت أن تلك السنين العجاف كانت على أرض مصر، وأن الجفاف قد ضرب البلاد من حولها، وأن مصر كانت المنفذ الأول والأخير في هذه المجاعة.

استطاعت اللوحة أن تقدم عرضًا لشكل الحياة الدينية والسياسية في الحضارة الفرعونية، لذلك تُعدّ مصدرًا ثمينًا وقيمًا في كشف أسرار الحياة في ذلك الوقت.

أكثر المقالات

toTop