القمر الصناعي للتجسس الذي ساهم في تحديد مصير الحرب الباردة

ADVERTISEMENT

امتدت الحرب الباردة من نهاية الحرب العالمية الثانية عام 1945 حتى تفكك الاتحاد السوفيتي عام 1991، وكانت صراعًا فكريًا وجغرافيًا بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي. مع تصاعد التوتر بين الرأسمالية الغربية والشيوعية الشرقية، ظهر سباق التسلح والدعاية والتجسس كأدوات رئيسية في هذا الصراع. أنشأت الولايات المتحدة برنامج مبدأ ترومان لاحتواء الشيوعية، بينما كسر السوفييت احتكار أمريكا النووي عام 1949، مما زاد الانقسامات وأدى إلى تأسيس الناتو ووارسو.

تركز الصراع في حروب بالوكالة، سباق فضائي، وردع نووي، حيث لعبت الأقمار الصناعية دورًا حاسمًا. برز برنامج الأقمار الصناعية “كورونا” كأحد أبرز أشكال الاستخبارات التقنية، إذ زود بصور واضحة للمنشآت السوفيتية من 1959 إلى 1972، وغيّر قواعد اللعبة الاستخباراتية، مما أثر على السياسة والدفاع الأمريكي. نفذ البرنامج أكثر من 145 مهمة وأعاد أكثر من 800,000 صورة ساعدت في تحديد القدرات الحقيقية للخصم، ودحضت "الفجوة الصاروخية".

ADVERTISEMENT

حقق كورونا دقة وصلت إلى 1.8 متر ودار في مدار منخفض، واستُعيدت أفلامه جوًا، وبلغت تكلفته نحو 850 مليون دولار (ما يعادل 6.5 مليارًا حاليًا). أدت نجاحاته إلى تطوير برامج مثل KH-11 التي وفرت التصوير الرقمي المباشر. حتى بعد رفع السرية عن "كورونا" عام 1995، استُخدمت صوره في أبحاث تغير المناخ وتخطيط المدن والتعليم.

في العصر الحالي، دخلت شركات خاصة عالم التجسس الفضائي مثل Maxar وPlanet Labs، وتقدم صور الأقمار الصناعية بتقنيات الذكاء الاصطناعي ودقة أقل من متر. تضاعف الإنفاق العالمي على المراقبة، خصوصًا مع التوسع الصيني والهندي، مما أعاد الجدل حول قوانين الفضاء وأمن البيانات في ظل التهديدات السيبرانية.

ADVERTISEMENT

شكلت تكنولوجيا التجسس الفضائي، وخصوصًا الأقمار الصناعية، المحور الحاسم في الحرب الباردة، وغيّرت مسار التاريخ من خلال تقديم معلومات قابلة للتحقق، خففت من التصعيد وساعدت في صياغة اتفاقيات ضبط التسلح.

toTop