button icon
صورة الخلفيّة
button icon
بطاقات دُعاء
button icon
رمضان مبارك
button icon
بطاقة الإجابة

مكتبة الملك عبد العزيز العامة في المملكة العربية السعودية تحتفل باليوم العالمي للكتاب

ADVERTISEMENT

في 23 نيسان / أبريل 2025، عادت مكتبة الملك عبد العزيز العامة في الرياض لتتصدر المشهد الثقافي، باستضافتها فعاليةً بارزةً بمناسبة اليوم العالمي للكتاب وحقوق المؤلف. يهدف هذا الحدث، الذي يُحتفل به عالميًا برعاية اليونسكو، إلى تعزيز القراءة والنشر وحماية الملكية الفكرية من خلال حقوق المؤلف. في مكتبة الملك عبد العزيز العامة، تجاوزت هذه المناسبة مجرد اللفتات الرمزية، إذ قدمت باقةً غنيةً من البرامج التعليمية والمعارض الثقافية والابتكارات التكنولوجية، مؤكدةً على الدور الراسخ للكلمة المكتوبة في تشكيل الحضارة الإنسانية، وتقديرًا لأهمية الكتب كجسر بين الأجيال والثقافات. نستعرض في هذه المقالة تفاصيل هذا الاحتفال ونبيّن دوره في المشهد الثقافي.

حول المكتبة - منارة المعرفة في العالم العربي:

أسسها الملك عبد الله بن عبد العزيز عام 1988، ونمت لتصبح مؤسسةً ثقافيةً رائدةً في المملكة العربية السعودية والمنطقة العربية، إلى جانب كونها مكتبة تقليدية. تضم المكتبة أكثر من 3.3 مليون عنوانًا، وتلعب دورًا حيويًا في حفظ المخطوطات الإسلامية والتراث العربي والأدب العالمي والبحث العلمي. لا يقتصر دور المكتبة العامة على كونها مستودعًا للكتب فحسب، بل يُمثل أيضًا حافزًا للنمو الفكري ومركزًا للدبلوماسية الثقافية. وتتوافق مشاركة المكتبة في اليوم العالمي للكتاب مع رسالتها في تعزيز المعرفة كحق عالمي، وترسيخ ثقافة التعلم والابتكار. وقد صُمم احتفال هذا العام حول شعار "الكتب من أجل الحوار والتنمية"، مُشددًا على أهمية الكتب كأدوات للتواصل والتفكير النقدي والتقدم المجتمعي.

ADVERTISEMENT
الصورة بواسطة صالح القريشي , على Wikimedia

مكتبة الملك عبد العزيز في الرياض

المعارض والبرامج الثقافية:

كان افتتاح معرض "كنوز الكلمة المكتوبة" من أبرز فعاليات الاحتفال. وقد ضم المعرض مخطوطات تاريخية نادرة، يعود تاريخ بعضها إلى أكثر من ألف عام، منها: مخطوطات قرآنية مبكرة بخط كوفي متقن، ونصوص علمية من العصر الذهبي الإسلامي في علم الفلك والطب والرياضيات، وكذلك أعمال أدبية لشعراء وفلاسفة عرب مشهورين.

رافقت هذه الأعمال عروض تقديمية متعددة الوسائط مفصلة،

وجولات بقيادة أمناء المعرض، تناولت أهمية كل نصّ. دُعي الزوار لاستكشاف ليس فقط المحتوى النصي، بل أيضاً الحرفية المصاحبة لحفظ المخطوطات والسرديات الثقافية التي تحملها كل مخطوط أثري.

أبرز المعرض دور مكتبة الملك عبد العزيز العامة في الحفاظ على التراث الفكري العربي الإسلامي وجعله في متناول الأجيال القادمة.

ADVERTISEMENT
الصورة بواسطة IAEA Imagebank , على Wikimedia

الاحتفال باليوم العالمي للكتاب

برامج تفاعلية للشباب والعائلات:

للتواصل مع الجمهور الأصغر سناً، قدمت مكتبة الملك عبد العزيز العامة برامج تفاعلية وتشاركية مصممة خصيصاً لمختلف الفئات العمرية:

· حلقات سرد القصص باللغتين العربية والإنجليزية عرّفت الأطفال على الحكايات الكلاسيكية والقصص المعاصرة ذات الرسائل الأخلاقية والتعليمية.

· شجعت مسابقات الكتابة الإبداعية طلاب المرحلتين المتوسطة والثانوية على كتابة قصص قصيرة تدور حول مواضيع الهوية والاندماج والخيال.

· حوّلت مسارح الدمى والقراءات الدرامية المشاهد الأدبية إلى تجارب ديناميكية، تفاعلت فيها الأطفال وعائلاتهم على حد سواء.

وقد تعاون الجناح التعليمي في المكتبة مع مدارس في جميع أنحاء الرياض لتوسيع نطاق هذه التجارب لتشمل المجتمعات المحرومة، معززاً بذلك رسالة مفادها أن الوصول إلى الأدب حق وليس امتيازاً.

ADVERTISEMENT

التكنولوجيا في خدمة الأدب:

تماشياً مع رؤية 2030، المبادرة الوطنية للمملكة العربية السعودية للتنويع الاقتصادي والثقافي، ركّزت المكتبة على التحوّل الرقمي في برامجها. وبرزت العديد من المبادرات:

· تطبيق قراءة جديد مدعوم بالذكاء الاصطناعي لضعاف البصر، يقرأ الكتب باللغة العربية الفصحى ولغات عالمية متعددة.

· تجربة الواقع الافتراضي (VR) تعيد إحياء المكتبات العربية القديمة، مثل بيت الحكمة في بغداد وجامع القرويين في فاس.

· إطلاق مستودع أبحاث سحابي، يتيح للأكاديميين حول العالم الوصول إلى وثائق نادرة والتعاون مع باحثي المكتبة.

من خلال دمج أحدث التقنيات، أشارت المكتبة إلى انتقالها من الاستهلاك السلبي للكتب إلى التفاعل العالمي والشامل مع المعرفة.

الصورة بواسطة Mohamed Hassan , على pxhere

تشجيع القراءة بكل أشكالها

ADVERTISEMENT

حوارات أدبية عالمية:

من السمات المميزة لفعالية يوم الكتاب العالمي التي أقامتها مكتبة الملك عبد العزيز العامة هو طابعها الدولي. من خلال منصات إلكترونية وجلسات حوارية مباشرة، تواصلت المكتبة مع مؤلفين ومترجمين وسفراء ثقافيين من جميع أنحاء العالم. وقد تضمنت الجلسات الرئيسية ما يلي:

· حلقة نقاش حول "الكتب كأدوات للسلام"، بمشاركة متحدثين من الشرق الأوسط وأوروبا وأفريقيا.

· جلسة أسئلة وأجوبة مباشرة مع روائيين أمريكيين من أصل عربي لمناقشة أدب الشتات والهوية الثقافية.

· ورش عمل حول الترجمة والنشر عبر الثقافات، بالتعاون مع مؤسسات مثل المكتبة البريطانية ومكتبة الإسكندرية.

سلطت هذه المناقشات الضوء على رؤية المكتبة للأدب كجسر بين الثقافات، حيث تتجاوز القصص الحدود وتعزز التفاهم في عالم يزداد استقطابًا.

الصورة بواسطة jarmoluk على pixabay
ADVERTISEMENT

تتجاوز مكتبة الملك عبد العزيز الدور التقليدي للمكتبة

أضواء على الأصوات السعودية الناشئة:

أيضًا من السمات المميزة للاحتفال دعمه للكتاب السعوديين الناشئين، وخاصةً النساء والشباب. أطلقت مكتبة الملك عبد العزيز العامة مبادرة بعنوان "أصوات شابة: مستقبل الأدب السعودي"، تضمنت:

· معارض للمؤلفين وحفلات توقيع كتب مع روائيين سعوديين ناشئين.

· برنامج إرشاد أدبي يجمع بين الكتاب الشباب والمؤلفين المخضرمين.

· منصة للشعراء والمدونين الجدد لتقديم الشعر المنطوق والقصص القصيرة.

تعكس هذه المبادرة توجهًا أوسع في المشهد الثقافي السعودي، حيث يُستغل الأدب لاستكشاف مواضيع مثل النوع الاجتماعي والتراث وهوية المملكة المتطورة.

الخاتمة - إرث ثقافي متحرك:

كان احتفال مكتبة الملك عبد العزيز العامة باليوم العالمي للكتاب عام 2025 أكثر من مجرد إحياء لذكرى، بل كان إعلانًا بأن الكتب لا تزال محورية للحوار والذاكرة والتقدم والسلام. من القوة الهادئة للمخطوطات القديمة إلى الطاقة الحيوية للعروض الشبابية، بيّن الحدث كيف يمكن للكتب أن تربط الماضي بالمستقبل، والقصص المحلية بالجمهور العالمي، والمعرفة بالعمل. ومع اختتام الاحتفالات، غادر الزوار حاملين معهم ليس فقط كتبًا وتذكارات مجانية، بل تقديرًا متجددًا للكلمة المكتوبة. سلّط الحدث الضوء على الدور المحوري للمكتبة في تعزيز مجتمع قائم على المعرفة، مُثبتًا أنه حتى في عصر التحول الرقمي السريع، تبقى الكتب أوعيةً خالدةً للحكمة والإبداع والتواصل الإنساني.

toTop