الحساسية الثقافية: هل تدرس أو تعمل في دولة غريبة؟

ADVERTISEMENT

الحساسية الثقافية تعني أن يفهم الإنسان سلوكيات وعادات من يختلفون عنه، ويتعامل معهم باحترام. تزداد أهميتها لمن يعيش خارج بلده، سواء للعمل أو الدراسة، أو لمن يختلط يومياً بزملاء من خلفيات متعددة في شركات أو جامعات عالمية. حتى في العلاقات الشخصية، تظهر فجوات بسبب اختلاف الثقافة، لذا يصبح فهم هذه الحساسية خطوة أولى لتحسين التواصل.

اختلاف اللغة والثقافة يخلق صعوبات عديدة، خاصة عند الانتقال إلى بيئة تضم جنسيات متعددة. نموذج د. ميلتون بينت يوضح مراحل تطور الحساسية الثقافية، ويعكس تجارب عدد كبير من المغتربين.

ADVERTISEMENT

المرحلة الأولى تُسمى الإنكار، حيث يرى الشخص أن ثقافته هي الوحيدة، ويعيش منعزلاً جسدياً أو نفسياً. تليها مرحلة الدفاع، فيعترف بوجود ثقافات أخرى لكنه يبقى متمسكاً بثقافته، ويعتبرها الأفضل، ويدخل في نقاشات دفاعية عن أساليب الحياة المختلفة.

ثم تأتي مرحلة التقليل، فيدرك الفروقات لكنه لا يمنحها أهمية كبيرة، ويظن أنها تزول إذا تصرف الآخرون بطريقته. بعدها يصل إلى مرحلة القبول، فيحترم الاختلافات حتى لو لم يوافق عليها، ويشعر برغبة في فهم ثقافات جديدة، فتتحسن علاقاته وتفاعله.

ADVERTISEMENT

في مرحلة التكيف، يكتسب مهارات تمكنه من التفاعل بمرونة واحترام، ويظهر ذلك في كلامه وتصرفاته التي تأخذ بعين الاعتبار سياق الآخرين الثقافي. وأخيراً تصل إلى مرحلة الاندماج، وهي نادرة، وتوازن بين الاحتفاظ بالهوية الأصلية والانفتاح على ثقافات جديدة. يظهر ذلك في تفاصيل الحياة اليومية، مثل اختيار الطعام أو طبيعة العلاقات، حيث يتشكل مزيج متناغم دون أن يفقد الشخص هويته.

تساهم المراحل السابقة في تنمية الحساسية الثقافية، وتجعل الفرد أكثر تقبلاً وتفهماً للآخرين، وهي مهارة ضرورية في مجتمعاتنا المتنوعة والمتغيرة بسرعة.

toTop