button icon
صورة الخلفيّة
button icon
بطاقات دُعاء
button icon
رمضان مبارك
button icon
بطاقة الإجابة

الحساسية الثقافية: هل تدرس أو تعمل في دولة غريبة؟

ADVERTISEMENT

ربما مصطلح الحساسية الثقافية يكون جديدا أو أنك لم تسمعه من قبل. إذا كنت مغتربا بهدف الدراسة أو العمل أو مقبلا علي تلك المرحلة أو رحالة دائم السفر كهواية أو لظروف العمل. أو إذا كنت تعمل في شركة أو تدرس في جامعة دولية وتتعامل مع جنسيات متعددة فإن هذا المقال يستحق وقتك. أما إذا لم تكن هذا أو ذاك ولكن بين أفراد أسرتك أو أصدقائك أفراد مغتربون وتشعر بعدم ألفة أو أختلاف معهم أحيانا فأننا ندعوك لتتابع سطور هذا المقال أيضا.

الحساسية الثقافية بكلمات بسيطة هي قدرتك على التعرف على سلوكيات أشخاص ينتمون لعرق أو ثقافة تختلف اختلاف كبير عنك وعن ثقافتك والتفاهم معهم بشكل مناسب. أي أنها التواصل بين أفراد ينتمون لثقافات مختلفة. اختلاف الثقافة واللغة تعتبر أكبر عائق يواجه كل مغترب وكل فرد تضطره ظروف العمل أو الدراسة للتواجد مع أشخاص تختلف اختلاف كلي عنه.

عندما يغترب العربي في أحد الدول العربية فأنه يجد الكثير من النقاط المشتركة مع مواطني تلك الدولة. تشترك الدول العربية في الكثير من العادات والتقاليد والفنون والطعام وطرق الاحتفال والمناسبات والعقائد وحتى اللغة، التحدي الحقيقي يتمثل في اغتراب العربي في دول أجنبية أو عمله وسط مجتمع متعدد الجنسيات. أنت بصدد الاختلاط في مجتمع ذو ثقافة مختلفة بشكل كبير.

ADVERTISEMENT

في عام 1986 وضع الدكتور ميلتون بينت نموذج يمكنه أن يشرح مراحل الحساسية بين الثقافات وتطورها. إذا كنت من بين المغتربين أثق أنك ستشعر بتطابق تلك المراحل بشكل كبير مع تجربتك الخاصة. ربما توقف الأمر عندك في أحد المراحل ولم تستطع تجاوزها وربما مررت بكل تلك المراحل. تجربتي الشخصية التي لا أود أن أعرضها على القارئ، وجدت فيها الكثير من هذا النموذج. هيا بنا نمر سويا بتلك المراحل بشكل سريع.

صورة Muhammad Abdul-Malik من Unsplash

1- مرحلة الإنكار :

إذا لم يسبق لك السفر أبدأ أو كنت في الشهور الأولي من السفر فربما تكون في تلك المرحلة بعينها. مرحلة الإنكار هي التفكير أن الثقافة الوحيدة الموجودة والحقيقية هي ثقافتك الخاصة التي نشأت وتربيت عليها. ودعني أذكرك أن حديثنا يخص الثقافة وليس العقيدة. ستجد أنك تعيش في عزلة وتتجنب الاختلاط من أي نوع، والعزلة ليست جسدية فقط بل أحيانا نفسية أيضا. أي ربما تذهب للعمل يوميا وتتجاهل تماما الأختلاف مع من حولك بشكل غير إرادى.

2- مرحلة الدفاع:

في تلك المرحلة أصبحت تدرك الاختلاف الثقافي بوضوح ولكنك في دفاع دائم عن ثقافتك الخاصة أنها هي الوحيدة الصحيحة أو الحقيقية. علي سبيل المثال ربما تنخرط في جدل أن الخضروات لا يجب أن تطهي إلا بصوص الطماطم الأحمر وأن طهيها بالصوص الأبيض أو بأى طريقة أخري هو أمر خاطئ ولا يجوز. أو ارتداء الرجال لألوان معينة لا يصح أو لا يجوز، ثانيا أني لا أحدثك عن العقائد مثل الاحتشام في الزى وإنما الثقافة التي تري الطهي يتم بطريقة محددة أو توافق الألوان أو طرق الأحتفال بالأعياد والأعراس يجب أن يتم بطريقة بعينها. يحدث الكثير من الجدل في تلك المرحلة بينك وبين الآخرين المختلفين عنك لأنك في حالة دفاع طوال الوقت. ستجد أن جملك الحوارية الدائمة تحوي كلمات "نحن وهم" وأن ثقافتك هي الأصح والأرقي والأكثر شأن وقيمة.

ADVERTISEMENT
صورة African Student Association من Unsplash

3- مرحلة التقليل:

يلي مرحلة الدفاع مرحلة تسمى بالتقليل، يميل فيها الفرد لرؤية الاختلافات الثقافية في حجم أصغر من حجمها. أي يشعر أن هناك اختلافات ولكنها بسيطة ويمكن بسهولة تجاوزها إذا ما تصرف الأخرون وفقا لثقافته الخاصة. تذكر في المرحلة السابقة ذكرنا أنك تري أن ثقافتك هي الثقافة الصحيحة؟ الأن أنت تتوقع أن يحذو الأخريين حذوك فقط يحتاجون إلى القليل من التنازل.

4- مرحلة القبول:

في تلك المرحلة تبدأ في تقبل الأمر. أنك ترى الأختلاف وتتقبله والتقبل هنا لا يعني أنك بالضرورة ترى الأختلاف بصورة إيجابية. البعض يتقبل فكرة أن الآخرين لديهم ثقافة مختلفة ولكنهم يرونها بشكل سلبي. تتفتح عينك بشكل عام على وجود ثقافات كثيرة مختلفة وترى ثقافتك كواحدة بينها. إنها نظرة أكثر اعتدالا. كما تبدأ في احترام هذا الاختلاف الثقافي وتتوقف عن انتقاده أو توقع أن يغير الآخر ثقافته ليحذوا حذوك. ستجد أنك بدأت في الشعور بالفضول للتعرف على المزيد من الثقافات المختلفة وفهمها بشكل أفضل. في تلك المرحلة ستلاحظ تحسن ملحوظ في علاقاتك وتفاعلك مع الآخرين. يظهر احترامك للثقافات الأخرى في طريقة كلامك وحتى لغة الجسد معهم. مثلما ظهر إستيائك أو تعجبك في المراحل السابقة يبدأ أن يظهر تقديرك وتفهمك في هذه المرحلة.

ADVERTISEMENT

5- مرحلة التكيف:

تعتبر تلك المرحلة مكملة للمرحلة السابقة حيث يسعى فيها الفرد للتواصل بشكل أكثر فاعلية. حتى تجد أنك متكيفا بشكل أفضل مع الأختلاف ومتقبل له بشكل صحي. لديك المزيد من التفاهم والتفاعل والحساسية الثقافية، بحيث ينعكس تفهمك وتقبلك في أختيار كلماتك وسلوكياتك بشكل لا يجرح الأخرون. ستجد أن نظرتك للعالم وللآخرين مختلفة عن قبل.

صورة Mimi Thian من Unsplash

6- مرحلة الإندماج:

مرحلة الأندماج تظهر بوضوح عند الأشخاص المغتربون من سنيين عديدة منذ عشر أو عشرون عاما أو حتى لدى الرحالة ودائمى السفر لدول متعددة. يظهر فيها بوضوح التكيف والتفاعل بشكل إيجابي دون التخلي عن الهوية الذاتية. عندما ترى هؤلاء الأفراد تشعر وكأنهم مزيج لا يمكن فصله بين ثقافتهم الأم وأصالتها وثقافتهم الجديدة التي يحيون فيها. تظهر بوضوح في الطهي على سبيل المثال، تجد أنهم يطهون وصفات البلد ويتمتعون بتناولها وغيرها من السلوكيات التي تعكس ثقافة الدولة المضيفة لهم. الحقيقة أن مرحلة الإندماج نادرا ما يصل لها العديد من الأشخاص لكنها مرحلة تنطوي على الكثير من التصالح والتفاهم مع الثقافة المختلفة وزرع جذور جديدة في ثقافة جديدة.

toTop