سامراء: مدينة المئذنة الحلزونية والإرث الذهبي

ADVERTISEMENT

تقع سامراء على ضفاف نهر دجلة شمال بغداد، وهي من أبرز مدن العراق التاريخية. بلغت أوج ازدهارها في العصر العباسي، خصوصًا حين جعلها الخليفة المعتصم بالله عاصمة للخلافة سنة 836م، فأصبحت مركزًا للحكم والفكر والفنون. تُظهر معالمها مثل المئذنة الملوية وجامع سامراء الكبير الإرث الإسلامي الذي تركته.

بدأ اسمها "شوميرا" بمعنى "الحراسة"، ثم صار "سُرّ من رأى" أي "فرِح من شاهدها"، قبل أن يثبت اسمها الحالي. المئذنة الملوية، رمز من رموز العمارة العراقية، تعلو 52 مترًا على شكل حلزوني وهي جزء من جامع سامراء، الذي كان الأكبر مساحة في العالم الإسلامي. تبقى المئذنة وجهة سياحية لما تتيحه من إطلالة شاملة على المدينة.

ADVERTISEMENT

أسهمت سامراء في صنع العصر الذهبي للعمارة العباسية، إذ استخدمت الطوب اللبن والأقواس والزخارف الهندسية الدقيقة. احتوت المدينة قصورًا فخمة وآثارًا مثل قصر المعشوق وقصر بلقيس، إلى جانب أحياء تعكس الحياة اليومية في تلك الفترة. كانت أيضًا مركزًا علميًا وثقافيًا لفت علماء الدين والفلسفة والطب.

أدرجت اليونسكو سامراء ضمن مواقع التراث العالمي سنة 2007، فعززت مكانتها الثقافية والسياحية. تضم المدينة مرقد الإمام علي الهادي ومرقد الإمام الحسن العسكري عليهما السلام، ويشكلان موقعًا دينيًا كبيرًا لزوّار الشيعة. تتوفر فيها حرف يدوية مثل صناعة السجاد والنقش، إضافة إلى مطبخ متنوع يشمل القوزي والدولمة والبرياني المحلي.

ADVERTISEMENT

تسعى المدينة إلى تطوير السياحة الثقافية والدينية عبر تحسين البنية التحتية والخدمات، فتعزز مكانة سامراء كوجهة تراثية أصيلة تعبّر عن غنى الحضارة الإسلامية.

toTop