موسيقى المراويح: التقاء التراث بالصوت المعاصر في الإمارات

ADVERTISEMENT

في الإمارات، الموسيقى ليست فقط وسيلة ترفيه، بل هي سجل حيّ للذاكرة والهوية. ومن بين ألوان الفنون الشعبية، تبرز "موسيقى المراويح" كواحدة من أكثر التجارب الصوتية تميزًا، حيث تختلط فيها نغمة الماضي بروح الحاضر.

عرض النقاط الرئيسية

  • تُعد موسيقى المراويح فنًا غنائيًا شعبيًا جماعيًا تشتهر به المجتمعات الساحلية في الإمارات، وخاصة في إمارات مثل رأس الخيمة والفجيرة وأبوظبي.
  • كانت المراويح تُستخدم كتسلية للبحارة بعد عناء يوم طويل في صيد اللؤلؤ أو السفر، واسمها مشتق من كلمة "الراحة".
  • تسعى المؤسسات الثقافية الإماراتية إلى إعادة إحياء هذا الفن التراثي من خلال مهرجانات ومسابقات تشجع الجيل الجديد على تعلمه.
  • ADVERTISEMENT
  • دمج بعض الفنانين الإماراتيين، مثل فايز السعيد وعيضة المنهالي، عناصر من المراويح في أعمالهم الحديثة لإضفاء هوية محلية على موسيقاهم.
  • أثبتت التجارب أن دمج الإيقاعات التقليدية بالموسيقى الحديثة لا يفقد المراويح أصالتها، بل يعزز من حضورها بين الشباب.
  • أصبح تعليم المراويح في بعض المدارس أداة لتعريف الطلاب بجذورهم الثقافية وتعزيز ارتباطهم بالتراث.
  • ساعدت منصات التواصل الاجتماعي على انتشار المراويح بأساليب جديدة وعصرية، مما أتاح لها تجاوز حدود الإمارات والوصول إلى جمهور أوسع.

ما هي المراويح؟

"المراويح" فن غنائي شعبي يُؤدى جماعيًا، ويُستخدم فيه الطبل والدف وأحيانًا آلة "الطّنبورة". اشتهرت به المجتمعات الساحلية في الإمارات، خصوصًا في إمارات مثل رأس الخيمة والفجيرة وأبوظبي، وكان يُؤدى في المناسبات الاجتماعية مثل الأعراس أو الاحتفالات الكبيرة.

الكلمة نفسها مشتقة من "الراحة"، حيث كان يُقصد بها ترفيه البحارة بعد يوم طويل في صيد اللؤلؤ أو السفر عبر البحر.

إحياء المراويح من جديد

في السنوات الأخيرة، بدأت المؤسسات الثقافية في الإمارات – مثل وزارة الثقافة ودائرة الثقافة والسياحة – بإحياء هذا الفن من خلال مهرجانات ومسابقات موسيقية تُشجع الشباب على تعلمه وتقديمه بأسلوبهم الخاص.

ADVERTISEMENT

في أحد مهرجانات أبوظبي الأخيرة، قدمت فرقة شبابية عرضًا للمراويح مزجت فيه بين الإيقاعات التقليدية وصوت الجيتار الإلكتروني، ما خلق حالة إعجاب كبيرة من الجمهور، خاصة من فئة الشباب.

المراويح والموسيقى الحديثة: زواج ناجح؟

قد يتساءل البعض: هل تمزج الموسيقى الحديثة مع التراث يُفقده أصالته؟ الحقيقة أن الكثير من الفنانين الإماراتيين أثبتوا أن هذا المزج ليس فقط ممكن، بل يُعزز حضور التراث في العصر الحديث.

مثلاً، دمج مغنون مثل فايز السعيد وعيضة المنهالي عناصر من المراويح في أغانيهم الحديثة، سواء من حيث اللحن أو الإيقاع، مما أكسبها هوية محلية مميزة.

تجربة فريدة للجيل الجديد

الجميل في موسيقى المراويح هو بساطتها وتكرارها الإيقاعي، مما يجعلها سهلة الحفظ ومحببة للصغار والكبار. بعض المدارس بدأت تُدرّسها ضمن أنشطة الفنون، كوسيلة لتعريف الطلاب بجذورهم الثقافية.

ADVERTISEMENT

أيضًا، منصات مثل "تيك توك" و"إنستغرام" شهدت مقاطع قصيرة يُعيد فيها شباب إماراتيون تقديم المراويح بطريقة مرحة وعصرية، ما ساعد في نشرها خارج حدود الدولة أيضًا.

لماذا نحتاج موسيقى مثل المراويح اليوم؟

في عصر السرعة والتقنية، من السهل أن ننسى من أين بدأنا. المراويح تُذكّرنا بأن الفن لا يُولد في الاستوديوهات فقط، بل من الأرض، من الحياة اليومية، ومن المجتمعات البسيطة. هي صوت الناس، وهي صدى البحر والريح والنخل.

الخاتمة

موسيقى المراويح ليست مجرد لون شعبي، بل هي حكاية صوتية للإمارات. ومع دخولها عالم الموسيقى الحديثة، أصبحت جسرًا يربط بين الأجيال، ومثالاً حيًا على كيف يمكن للتراث أن يعيش ويزدهر، لا أن يُنسى.

فإذا مر عليك نغم يشبه حنين البحر، أو إيقاع يذكّرك بأغاني الجدات، فربما هو "المراويح"... جرب تستمع، وقد تقع في حبها.

أكثر المقالات

toTop