button icon
صورة الخلفيّة
button icon
بطاقات دُعاء
button icon
رمضان مبارك
button icon
بطاقة الإجابة

سوق الكتّاب: معرض الكتاب الكويتي بوابة الفكر المعاصر

ADVERTISEMENT

معرض الكويت الدولي للكتاب ليس مجرد حدث ثقافي، بل هو ظاهرة اجتماعية وفكرية تجمع الكتّاب، الناشرين، القرّاء، والمثقفين من كل أنحاء العالم العربي. ومنذ انطلاقته الأولى عام 1975، وهو يُمثل قلب المشهد الثقافي في الخليج، ومتنفسًا سنويًا للعقول الشغوفة بالكلمة.

أكثر من مجرد معرض… هو “سوق الكتّاب”

البعض يسميه "سوق الكتّاب" لأن المعرض لا يقتصر فقط على عرض الكتب، بل يُعد ملتقى حيًّا لأفكار المؤلفين والنقاشات الأدبية والحوارات الفكرية. في كل زاوية من زواياه، تدور نقاشات عن الأدب، السياسة، الاقتصاد، الفلسفة، والدين. وكأن المعرض يُحاكي “منتدى حر” على أرض الواقع.

التنوع في الإصدارات

يمتاز المعرض بتنوع ضخم في الإصدارات، من دور نشر خليجية وعربية وعالمية. من كتب الفلسفة الكلاسيكية إلى أحدث روايات الخيال العلمي، ومن دواوين الشعر النبطي إلى كتب الأطفال التفاعلية، ستجد في المعرض ما يُرضي جميع الأذواق.

ADVERTISEMENT

كما تحرص وزارة الإعلام الكويتية على استضافة دور نشر جديدة سنويًا، مما يضيف تنوعًا متجددًا ومجالًا لاكتشاف كتب خارج نطاق الشهرة المعتادة.

فعاليات المعرض

  • الحدث لا يقتصر على بيع الكتب فقط، بل يشمل:
  • توقيعات الكتّاب: حيث يُتاح للجمهور مقابلة مؤلفيهم المفضلين والتقاط الصور معهم.
  • ندوات فكرية: تستضيف مفكرين وأكاديميين من داخل الكويت وخارجها، لمناقشة قضايا معاصرة.
  • ورش عمل وقراءات للأطفال: مما يُعزز من ارتباط الأجيال الناشئة بالقراءة منذ الصغر.
  • معرض فني مصاحب: يعرض لوحات لفنانين محليين مستوحاة من الكتب أو النصوص الأدبية.

القرّاء… قلب الحدث

اللافت في المعرض هو جمهوره. فبين الممرات، ستجد طلابًا يبحثون عن مراجع جامعية، وآخرين يفتشون عن روايات حديثة، وأمهات يختارن كتبًا تربوية لأطفالهن، ومسنين يبحثون عن الطبعات القديمة. الجو هنا يذكّرك بأن الكتاب لا يزال حيًّا رغم كل زخم التقنية.

ADVERTISEMENT

حتى وسائل التواصل الاجتماعي تُشارك في الحضور، حيث يطلق القرّاء وسومًا مثل #معرض_الكتاب_الكويتي لتبادل التوصيات والكتب المفضلة. ولعل أجمل مشهد هو أكياس الكتب الممتلئة التي يجرها الزوار بكل فخر.

دعم الناشرين والمؤلفين المحليين

المعرض يُعطي مساحة كبيرة للناشرين المحليين والكتّاب الشباب، من خلال جناح خاص بـ"الإصدار الأول"، حيث تُعرض أعمال الكتّاب الجدد. هذا الدعم يُعزز من الحراك الأدبي في الكويت، ويُشجع المزيد من الشباب على دخول عالم الكتابة والنشر.

الأثر الثقافي

المعرض يُعد محركًا للوعي الثقافي، ومصدرًا لإثراء النقاشات الفكرية داخل المجتمع. ولعلّه في السنوات الأخيرة أصبح منصة للتجديد في الفكر، عبر الكتب الجريئة، وفتح النقاشات المحرجة أو المسكوت عنها، في إطار أدبي وحضاري راقٍ.

في الأخير, معرض الكتاب الكويتي أكثر من مجرد مناسبة سنوية. هو مساحة تُنبت فيها الأفكار، وتُروى العقول، وتلتقي فيها الأجيال تحت مظلة واحدة: حب الكتاب. وسوق الكتّاب هذا، ما زال يثبت عامًا بعد عام أن الحرف لم يمت… بل ما زال يكتب مستقبلًا أكثر وعيًا.

toTop