أوراق البخور: طقوس العود والضيافة في مجلس الإمارات

ADVERTISEMENT

في الإمارات، إذا شمّيت ريحة العود، تأكّد إنك قريب من مجلس عامر بالكرم، وأهل قلوبهم وسيعة مثل رائحة الطيب.

عرض النقاط الرئيسية

  • العود في الثقافة الإماراتية يتجاوز كونه عطراً ليصبح رمزاً للكرم وحسن الضيافة.
  • يُستخدم العود في المجالس والمناسبات الخاصة ويتم تمريره بين الحضور بأسلوب محترم ومنظّم.
  • لكل بيت إماراتي خلطته الخاصة من البخور، وغالباً يُمزج العود مع الزعفران أو المسك لإضفاء طابع فريد.
  • ADVERTISEMENT
  • تُعتبر القهوة العربية والعود ركيزتين أساسيتين في مجلس الضيافة الإماراتي ويكملان بعضهما البعض.
  • للنساء دور رئيسي في تحضير وخلط العود، وتتوارث العائلات وصفاته عبر الأجيال.
  • تطور استخدام العود من المجالس إلى أن أصبح مكوناً رئيسياً في العطور الإماراتية الفاخرة المنتشرة عالمياً.
  • يحضر العود بقوّة في الشعر النبطي والموروث الشعبي، حيث يُربط بالكرم والأصالة والاعتزاز بالهوية.

العود... أكثر من عطر

العود ليس مجرد رائحة في البيت. في الثقافة الإماراتية، هو رمز ترحيب، وإشارة تقدير للضيف، وعلامة على حسن الذوق. يوضع في المجالس، يُشعل في المناسبات، ويُمرر بين الحضور بكل احترام. ريحته تغمر المكان وتعطيه روحًا خاصة… تحس كأنك في عالم ثاني.

البخور في الإمارات يُحضر من أخشاب العود، وغالبًا يُخلط مع زعفران أو ورد الطائف أو مسك، ليصير له طابع فريد. وكل بيت له "خلطته الخاصة" اللي يتميز بها.

متى يُستخدم العود؟

  • في مجلس الإمارات، العود جزء من الطقوس اليومية. لكنه ياخذ طابع خاص في هذه الأوقات:
  • عند استقبال الضيف: أول ما يدخل الضيف، يُمرر له المبخرة بعد السلام مباشرة.
  • بعد تقديم القهوة: عادةً، العود يُشعل بعد "فنجان الهيبة"، وهو الفنجان الثالث من القهوة.
ADVERTISEMENT
  • في المناسبات: سواء زواج، أو مولود جديد، أو حتى اجتماعات العائلة الكبيرة.
  • بعد الصلاة والجمعة: كثير من الناس يحبون "يعطّرون البيت" بعد الصلاة بروائح طيبة.

طقوس تمرير العود

العود ما يُمر بشكل عشوائي. فيه ترتيب واحترام في الطريقة:

  1. يبدأ بالمجالس من الأكبر سنًا أو صاحب المقام.
  2. يُقدَّم مع ابتسامة وكلمة طيبة.
  3. يُوضع على الملابس أو الغترة أو حتى الشعر عند بعض النساء.

وهالطقوس تعلّم الصغار معنى الأدب والذوق والضيافة.

علاقة العود بالقهوة

في الإمارات، القهوة العربية والعود يمشون مع بعض مثل توأم. القهوة تسخّن القلب… والعود ينعش النفس. الاثنان معًا يُكملون الضيافة. ولو دخلت مجلس بدون عود أو قهوة، بتحس في شيء ناقص.

بعض الناس يسمونه "البخور الذي يُشرب"، في إشارة إلى أن القهوة والعود كلاهما يُقدَّمان بنفس الاحترام والكرم.

ADVERTISEMENT

دور المرأة في تحضير العود

في البيوت الإماراتية، المرأة لها دور كبير في اختيار وخلط العود. فيه نساء متخصصات في تجهيز "دخون" خاص لكل مناسبة، وبعض الأسر عندها وصفات توارثتها عبر الأجيال.

وفي حفلات الزواج، كثير من العرايس يطلبن خلطات عود مخصصة تحمل أسماءهن… ريحة تبقى في الذاكرة.

العود اليوم: من المجلس إلى العطور الفاخرة

رغم أن العود بدأ كجزء من الضيافة والمجالس، إلا أنه اليوم صار صناعة ضخمة. العطور الإماراتية صارت عالمية، كثير من الماركات تعتمد على العود كعنصر أساسي. من باريس إلى نيويورك، ريحة العود الإماراتي حاضرة وبقوة.

لكن رغم هالشهرة، لا يزال العود في المجلس الإماراتي له طعمه الخاص… لا يُشبهه عطر.

العود في الشعر والموروث الشعبي

في الشعر النبطي، كثير من الأبيات تمدح ريحة العود، وتربطها بالكرم والنسب الطيب:

ADVERTISEMENT

"العود ريحة طيب من طيب راعيه... واللي يقدّمه ترى فعله شريف"

الناس ما يشترون العود عشان ريحته فقط… يشترونه لأن فيه ذكرى، فيه انتماء، فيه اعتزاز بالهوية.

الخاتمة:

العود في الإمارات ما هو عطر… هو أسلوب حياة. هو لغة ترحيب يفهمها الجميع، حتى اللي ما يعرفون العربية. هو علامة أن البيت مفتوح، والقلب أوسع، وأن الضيف له مكانة.

إذا مرّ عليك يوم ومرّ عليك عود… تذكّر أنك في أرض الكرم، حيث الطيب مو بس في الريحة… بل في الناس.

أكثر المقالات

toTop