العادات الصحية تستغرق وقتًا أطول مما نتصور

الأسطورة أو الخرافة هي قصة رمزية لا يُعرف قائلها، تُربط غالبًا بمعتقدات دينية، وتُعرض كأنها حقيقة رغم أن التجربة أو المنطق ينفيانها. تُروى القصة دون أن يُطلب دليل عليها، فتبدو "بديهية" في تأثيرها، ولا تفقد قوتها إلا إذا جاءت أسطورة أقوى فأزاحتها. كلمة "أسطورة" أتت من اليونانية "ميثوس" بمعنى القصة أو الخيال، ثم صارت عند بعض الناس مرادفًا للكذب أو سوء الفهم، خصوصًا حين تُقترن باعتقادات لم يُثبت صحتها.

من الاعتقادات الخاطئة المتداورة أن تثبيت العادات الصحية يحتاج إلى 21 يومًا، وهي فكرة دحضتها أول مراجعة منهجية أجرتها جامعة جنوب أستراليا. أظهرت الدراسة أن بداية تكوين العادة تبدأ بعد 59 إلى 66 يومًا، بينما يبلغ تثبيتها الكامل نحو 335 يومًا. النتائج تُبيّن أن اكتساب العادات الصحية يتطلب وقتًا أطول وجهدًا أكبر مما يظن الناس عادة.

بيّن الدكتور بن سينغ أن الاعتقاد السابق لا يستند إلى دليل علمي، وأن نشوء عادات مثل ممارسة الرياضة أو تقليل السكر يتأثر بعوامل عدّة، منها مدى الاستمتاع بالنشاط، توقيت ممارسته، وانتظامه. أظهرت البيانات أن تبنّي عادات جديدة يكون أسهل حين تُدرج ضمن روتين الصباح، وتزداد فرص الاستمرار فيها إذا كانت ممتعة.

تُعتبر النتائج ضرورية لتصميم برامج الصحة العامة التي تستهدف تغيير السلوكيات والتقليل من العادات غير الصحية المنتشرة. على سبيل المثال، أشارت الإحصائيات إلى أن 6 من كل 10 بالغين أستراليين لا يأكلون كمية كافية من الفواكه، وواحدًا من كل 15 فقط يأكل كمية كافية من الخضراوات. 83 % من المراهقين لا يحققون الحد الأدنى من النشاط البدني، ويعاني 14 مليون أسترالي من السمنة. التبغ يأتي ثاني أكبر عامل خطر على الصحة، بينما يتزايد استخدام السجائر الإلكترونية بين الفئات العمرية المختلفة.