من البربر إلى الأكراد: التنوع العرقي في العالم العربي.

يمتد الوطن العربي على مساحة واسعة تشمل جزءًا كبيرًا من قارتي آسيا وأفريقيا، حيث يمتد من الخليج العربي وبحر العرب شرقًا إلى المحيط الأطلسي غربًا، ومن البحر الأبيض المتوسط وتركيا شمالًا إلى وسط أفريقيا جنوبًا والمحيط الهندي في الجنوب والجنوب الشرقي. مما لا شك فيه أن هذه المساحة الشاسعة والحدود المترامية الأطراف قد لعبت دورًا كبيرًا في تنوع الأعراق في الوطن العربي. يبلغ عدد سكان الوطن العربي أكثر من 341 مليون نسمة، أي ما يعادل 5% من سكان العالم. وتعد جمهورية مصر العربية أكبر الدول العربية من حيث عدد السكان، حيث يتجاوز عدد سكانها 105 ملايين نسمة، تليها الجزائر بأكثر من 44 مليون نسمة. أما أقل الدول العربية من حيث عدد السكان فهي جزر القمر، التي يبلغ عدد سكانها حوالي 800 ألف نسمة. من المعروف أن معظم الدول العربية، وخاصة دول الخليج العربي، تستقطب أعدادًا كبيرة من العمالة الأجنبية، حيث يشكل السكان الأصليون في دول الخليج العربي نسبة قليلة من إجمالي السكان المقيمين. فعلى سبيل المثال، يشكل عدد السكان الأصليين في الإمارات العربية المتحدة أقل من 20% من إجمالي عدد السكان المقيمين فيها، والباقي من جنسيات أخرى. وتضم بلدان مثل العراق والسعودية والبحرين وقطر والكويت والإمارات ما بين 10% إلى 30% من السكان غير العرب، حيث يوجد في هذه البلدان مجموعات من الهنود والباكستانيين والفلبينيين بالإضافة إلى الأرديين والفارسيين والبلوش، هناك أيضًا عدد من البنغلاديشيين والنيباليين.

الفصائل السكانية الموجودة في الوطن العربي:

تتنوع العوامل المؤثرة في الهوية الثقافية في الوطن العربي، ومن أبرزها: الدين، والمذهب، واللغة، والأصل العرقي، والمنطقة الجغرافية. يشكل المسلمون غالبية السكان، مع وجود أقليات دينية أخرى كالمسيحيين وغيرهم. بالإضافة إلى ذلك، توجد اختلافات مذهبية بين السنة والشيعة. وتتنوع اللغات المستخدمة، حيث تعتبر اللغة العربية اللغة الرسمية والأم في معظم الدول، إلى جانب استخدام لغات أخرى كالإنجليزية والفرنسية، فضلاً عن اللهجات المحلية. عرقيًا، يضم الوطن العربي مجموعات متعددة كالعرب، والأكراد، والأمازيغ، والأقباط. وتتميز هذه المجموعات بثقافات وعادات وتقاليد مختلفة. وتلعب المنطقة الجغرافية دورًا هامًا في تحديد الهوية الثقافية للسكان، حيث توجد مناطق ذات خصوصيات ثقافية متميزة، كالمناطق الصحراوية، والساحلية، والحضرية

أهم الفصائل:

الأرمن:

يوجد في الوطن العربي ما بين 400 ألف إلى 500 ألف أرمني، ويتمركز الأرمن إلى حد كبير في لبنان وسوريا، وهما الدولتان اللتان تحتضنان النسبة الأكبر من الأرمن. كما يوجد عدد من الأرمن في دول مثل قطر والإمارات، والنسبة الأقل لهؤلاء الأرمن توجد في مصر والعراق ومعظم الأرمن مسيحيون أرثوذكس، وما يوجد أيضًا أرمن كاثوليك، وكذلك أرمن بروتستانت

الآشوريون:

يتواجد الآشوريون في سوريا والعراق، وهم شعب سامي قديم مسيحي. أغلب المسيحيين في العراق هم من أصل آشوري، ويتجاوز عددهم في العراق 800 ألف نسمة، بينما عددهم في سوريا غير معروف.

الأمازيغ:

وهي مجموعة عرقية تتواجد في شمال أفريقيا، في المنطقة الممتدة من المحيط الأطلسي غربًا إلى واحة سيوة في مصر شرقًا، ومن البحر الأبيض المتوسط شمالًا إلى نهر النيجر جنوبًا.

الشركس:

وهم شعب نشأ في شمال القوقاز، أغلبهم مسلمون ويتواجدون بأعداد قليلة في العراق وسوريا ولبنان والأردن.

الأقباط:

وهي جماعة دينية لا تعرف نفسها أنها عربية، وهم الأقباط المصريون وهم مسيحيون يتبعون الكنيسة القبطية الأرثوذكسية في الإسكندرية.

اليهود:

وهي قبائل سكنت في شبه الجزيرة العربية قبل الإسلام، واستمرت بعد ظهوره أيضًا، وهم قبائل تعتنق الديانة اليهودية.

الأكراد:

يشكل الأكراد نسبة 10% من سكان سوريا، وحوالي 15% إلى 20% من سكان العراق، وأغلب الأكراد مسلمون سُنّة، والأقلية منهم مسيحيون.

النوبيون:

وهم موجودون في جنوب مصر وشمال السودان، ويتجاوز عددهم 1.7 مليون نسمة، وهم أصحاب حضارة كبيرة وثروات هائلة.

الغجر:

وهم ينتشرون في شمال أفريقيا، ويتبعون الدين السائد في البلد الذي يعيشون فيه.

البربر:

وهم السكان الأصليون لبلاد المغرب العربي (المغرب والجزائر وليبيا وتونس وموريتانيا).

الصوماليون:

وهم يعيشون في الصومال بنسبة حوالي 85% من سكان الصومال، وفي جيبوتي يشكلون حوالي 60% من السكان.

التركمان والأتراك:

يعيش النسبة الأكبر من التركمان في العراق، ويوجد أيضًا أعداد قليلة منهم في سوريا ولبنان، أما الأتراك فهم ينتشرون في أغلب الدول العربية بسبب الفترة التي احتلت فيها الدولة العثمانية الدول العربية.

وتوجد أيضًا بعض الفصائل الأخرى في الدول العربية مثل المندائيين والمحلميين والشبك واليزيديين.