كرنفال الفنون الشعبية في سلطنة عمان: ألوان وتراث

ADVERTISEMENT

حين يصبح التراث حيًّا

في أحد ميادين سلطنة عمان الواسعة، ومع غروب الشمس الذي يلوّن الجبال بلون العنبر، يبدأ صوت الطبول يعلو، وتتحرك الخطوات على إيقاع "الرزحة" و"العازي"… هكذا يبدأ كرنفال الفنون الشعبية، أحد أجمل وأعمق المهرجانات الثقافية التي تعكس روح الإنسان العُماني وهويته المتجذّرة.

عرض النقاط الرئيسية

  • كرنفال الفنون الشعبية في سلطنة عمان يُعد مهرجانًا سنويًا يحتفي بالهوية والثقافة العُمانية بطريقة حيّة وتفاعلية
  • يتميز الكرنفال بتحويل التراث الشعبي إلى عرض نابض بالحياة يحكي قصصاً من البحر والجبل والبادية عبر رقصات مثل "الرزحة" و"العازي"
  • تشارك فرق من مختلف محافظات سلطنة عمان في هذا الحدث، كلٌ يقدم عروضه بلغته ولهجته وزيّه الخاص المعبّر عن منطقته
  • ADVERTISEMENT
  • الأزياء التقليدية تُعرض كجزء أساسي من المهرجان، حيث يرتدي المشاركون والجمهور ملابس مزينة بالخناجر والأكسسوارات الفضية التراثية
  • الكرنفال يتضمن فعاليات تفاعلية مثل ورش تعليمية، عروض حية، وأسواق تقليدية تعكس نمط الحياة العُماني
  • الأجواء العائلية تضيف طابعًا محببًا للاحتفالات، حيث يشارك الأطفال والكبار في الأنشطة وسط أنغام الطبول وأصوات الضحك
  • يمتزج الماضي بالحاضر في هذا الكرنفال الذي يعكس بجماله تنوع الثقافة العُمانية وارتباط الناس العميق بإرثهم.

ليس مجرّد عرض, بل ذاكرة شعب

ما يميّز هذا الكرنفال أنه لا يُقدَّم كمجرد ترفيه، بل يُقدَّم كحكاية. كل رقصة تُجسّد قصة من قصص البحر، أو الجبل، أو البادية. كل زيّ تقليدي يعكس منطقة بعينها. وكل إيقاع يعود بجمهوره عشرات السنين للوراء، حين كانت الفنون جزءًا من حياة الناس اليومية: في الأعراس، الحصاد، الرحلات البحرية، وحتى في جلسات السمر.

مشاركة من كل المحافظات

من ظفار إلى مسندم، ومن الداخلية إلى الباطنة، تتوافد الفرق الشعبية للمشاركة في هذا الحدث السنوي الذي يُقام عادة في الهواء الطلق، ويستقطب الآلاف من الزوار المحليين والسياح.

ADVERTISEMENT

كل فرقة تقدّم عروضًا تعبّر عن منطقتها، بلحنتها ولهجتها وزيّها الفريد. فتشاهد:

"الهبّوت" و"المديما" في الجنوب.

"المالد" و"البرعة" في الساحل.

"العازي" كشعر يُلقى مع ضرب الطبول في المناطق الجبلية.

الأزياء, معرض حيّ للثقافة

واحدة من أكثر الأشياء لفتًا للنظر في الكرنفال هي الأزياء. المرأة العُمانية تظهر بلباسها التقليدي المطرز يدويًا، المزين بقطع الفضة القديمة، فيما يرتدي الرجال الثياب البيضاء المزينة بـ"الخنجر" و"المصر العُماني".

وما يزيد من بهجة المشهد أن الجمهور نفسه يشارك أحيانًا في ارتداء هذه الأزياء، لتتحول الساحة إلى لوحة فسيفسائية تمشي على الأرض.

فنون حية… وعروض تفاعلية

الكرنفال لا يكتفي بالعروض على المنصات، بل يفتح الباب للجمهور للمشاركة. تُقام ورش عمل حيّة:

  • لتعلّم الرقصات التقليدية.
  • صناعة الآلات الموسيقية اليدوية.
ADVERTISEMENT
  • تدريب الأطفال على الغناء الشعبي.

وفي الزوايا الأخرى، تجد أسواقًا صغيرة تُعرض فيها منتجات يدوية، مأكولات شعبية، وعطور عُمانية تقليدية.

الحضور العائلي, عنوان الألفة

الأجواء في الكرنفال لا تخلو من الطابع العائلي، حيث يحضر الناس مع أطفالهم، يشاركون في الفعاليات، ويتناولون الأكلات المحلية وسط أصوات الدفوف وضحكات الناس.

وفي المساء، تُضاء الساحة بالفوانيس، وتتحول الاحتفالات إلى سهرة فنية تحييها فرق محلية تقدم أغانٍ تراثية وموسيقى حيّة.

الكرنفال الذي لا يُنسى

كرنفال الفنون الشعبية في سلطنة عمان ليس فعالية تُقام وتنتهي، بل هو موعد سنوي يتجدّد فيه الاعتزاز بالهوية، ويتعزز فيه الانتماء، وتُروى فيه حكايات الأجداد بطريقة مرئية ومسموعة وعاطفية.

إنه احتفال يعكس التنوع الغني الذي تتميز به عُمان… حيث تتقاطع الثقافة مع الفن، والذاكرة مع الفرح، والتراث مع الحاضر.

أكثر المقالات

toTop