ما أهمية أريحا؟ هل هي أقدم مدينة في العالم؟

ADVERTISEMENT

تقع أريحا في وادي الأردن قرب البحر الميت، وهي من أقدم المدن التي سكنها الناس، إذ يعود وجودهم فيها إلى نحو تسعة آلاف عام قبل الميلاد، في العصر الحجري الحديث قبل اختراع الفخار. أظهرت الحفريات جدارًا حجريًا ضخمًا وبرجًا دائريًا يزيد ارتفاعه على ثمانية أمتار، ما يدل على تطور مبكر في طرق البناء والتنظيم الاجتماعي. نبع عين السلطان الدائم حوّل المنطقة إلى واحة جذبت الاستقرار والزراعة في وقت مبكر، فمنح أريحا دورًا رئيسيًا في بدايات العمران البشري.

لأريحا مكانة دينية كبيرة، ورد ذكرها في كتب اليهود والمسيحيين والمسلمين، وتُعرف بـ"مدينة النخيل". في التراث اليهودي، تُذكر في قصة سقوط أسوارها على يد يشوع، وفي المسيحية كانت مسرحًا لمعجزات عدة منها شفاء المولودين عميان وزيارة زكا العشار. في الإسلام، تدخل ضمن الأرض المقدسة، وفيها كنائس ومساجد ومعابد تشهد على قرون طويلة من التدين المشترك.

ADVERTISEMENT

بدأت أعمال التنقيب في تل السلطان المجاور للمدينة منذ القرن التاسع عشر، وأكدت أبحاث عالمة الآثار كاثلين كينيون في خمسينيات القرن الماضي استمرار السكن في المدينة آلاف السنين، من خلال أدوات ومساكن وطبقات متتالية. ورغم الخلاف حول الأسوار المذكورة في الكتاب المقدس، يبقى الموقع غنيًا بالمكتشفات التي تكشف تطور الإنسان الأول.

تُعد أريحا من أقدم المستوطنات الحضرية بفضل سجل سكانها المتواصل، متقدمة على مدن مثل دمشق وحلب وجبيل. اليوم تجمع المدينة بين الإرث الثقافي والفني والديني، وتشكل السياحة ركنًا في اقتصادها. يأتي الزوار إلى قصر هشام بفنه الإسلامي، وجبل التجربة، وعين السلطان من كل أنحاء العالم، ما يبقي أريحا رمزًا للحضارة والتاريخ الحي.

toTop