هل تعمل عن بُعد؟ عليك أن تشعر بالخوف، بالكثير من الخوف: الحقيقة المرعبة عن العمل من المنزل

أصبح الحديث عن العمل من البيت في أغلب المكاتب مثل ذكر شيء محرّم يتجنبه الجميع، رغم أن كبار أصحاب الشركات يعرفون عيوبه جيدًا. يخشى الناس طرح الموضوع خوفًا من أن يُتهموا بعداء التطور أو بعدم الثقة بموظفيهم، فساد صمت عام يغذّي انطباعًا خاطئًا بأن العمل من البيت هو الحل الأمثل.

يظن قسم من الناس أن العمل من البيت يرفع الإنجاز لأن المقاطعات أقل، وهذا ينطبق على وظائف فردية مثل المحلل المالي الذي لا يحتاج حديثًا مستمرًا. أما الوظائف الإبداعية والمعرفية كالتصميم والبرمجة، فهي تعتمد على التعاون الفوري والتفاعل اللحظي، وهو أمر يصعب توفيره عبر الشاشة ويؤدي إلى تراجع الإنتاج.

أعلنت شركات عملاقة مثل جوجل تبديل موقفها الرسمي، وقالت إنها تقبل طلبات العمل من البيت فقط في حالات نادرة. رغم أنها صنعت أدوات تسهل العمل عن بُعد، اعترفت جوجل أن النتائج لم تكن على المستوى المطلوب. شركات أخرى مثل آبل ومايكروسوفت وأمازون وفيسبوك سارت على الخطى نفسها، وأنهت خدمة آلاف الموظفين الذين يعملون من منازلهم.

تراجعت صناعة التقنية بشدة في السنتين الأخيرتين. حسب Layoffs Tracker، أُقيل أكثر من 364,000 موظف في 2022 و2023، والغالبية منهم كانوا يعملون من البيت. هذا الرقم يعكس قناعة متزايدة بأن الإنتاجية تتطلب وجودًا فعليًا داخل المكاتب.

اتخذ إيلون ماسك قرارًا صارمًا بعد شرائه تويتر، فألغى العمل من البيت الإلزامي وطلب من الجميع العودة إلى المكاتب. من رفض، خسر وظيفته. ورغم الجدل، ارتفعت إنتاجية الشركة.

يرى أصحاب العمل أن الموظفين البعيدين أقل ظهورًا وأضعف ارتباطًا بالزملاء والمؤسسة، مما يضر بالثقة وبالنمو الوظيفي. لذلك، الإفراط في الاعتماد على العمل من البيت أصبح يهدد مستقبل عدد كبير من الناس، خصوصًا مع صعوبة إيجاد وظائف جديدة تعتمد هذا النموذج.