هل تعمل عن بُعد؟ عليك أن تشعر بالخوف، بالكثير من الخوف: الحقيقة المرعبة عن العمل من المنزل

في بعض الأحيان، يبدو أن معظم الناس قد أضافوا ”العمل عن بُعد“ إلى قائمة طويلة من الموضوعات المحرمة التي لا ينبغي لأحد مناقشتها في العمل. موضوعات مثل الدين، والسياسة، والتوجه الجنسي، والقضايا الطبية، وما إلى ذلك.

يعرف معظم الناس أن العمل عن بُعد فكرة سيئة للمؤسسات من أي حجم، لكنهم يخشون التحدث عنها لأنهم لا يريدون أن يبدو أنهم بعيدون عن موظفيهم أو زملائهم. ويخشى آخرون أن يُنظر إليهم على أنهم شخصيات معادية ترغب في خلق توتر مع الموظفين أو أن يُنظر إليهم على أنهم مديرون لا يثقون في موظفيهم. لذلك، يلتزم أرباب العمل الصمت، والآن يعتقد الجميع أن العمل عن بُعد هو أفضل فكرة تجارية في القرنين الأخيرين. نتحدث في هذه المقالة عن العمل عن بُعد، وعن مساوئه، من وجهة نظر رب العمل.

متى يمكن أن يكون العمل عن بُعد مفيدًا، ومتى يمكن أن يكون سيئًا:

يستخدم معظم الأشخاص المدافعين عن العمل عن بُعد حكايات شخصية للدفاع عنه، وإظهار فوائده؛ فيقولون إنهم أكثر إنتاجية في المنزل، حيث يقل عدد عوامل التشتيت ويكون لديهم المزيد من الوقت للقيام بالأعمال اليومية (الشخصية). قد يكون هذا القول صحيحًا في بعض الأحيان، وخاطئًا في أحيان أخرى، إلا أنه قد يعتمد على أدوار محددة.

العمل من المنزل مريح، ولكن هل عوامل التشتيت أقل فعلاً؟

إذا كنت مساهمًا فرديًا وتعمل في الغالب دون الحاجة إلى التعاون في الزمن الحقيقي، فيمكنك أن تكون منتجًا في العمل عن بُعد. على سبيل المثال، إذا كنت محللًا ماليًا تغوص في دفاتر الحسابات، وتبحث في أطنان من الملفات وتحلل الأرقام طوال اليوم، فقد تكون أكثر إنتاجية في المنزل.

ولكن، إذا كنت موظفًا إبداعيًا أو معرفيًا (مصمم أو مطور مثلاً)، فمن المحتمل أنك تحتاج إلى التعاون مع الآخرين، وتقسيم المهام أو تفويضها، والحصول على التعليقات والتغذية الراجعة، وما إلى ذلك. في هذه الأدوار، سيكون من المستحيل تقريبًا الحصول على جدول زمني من 6 أشخاص مختلفين للتوصل إلى توافق في الآراء. ولكن عندما يكون جميع أصحاب المصلحة في المكتب، فإن الأمر لا يتطلب سوى نداء أو اتصال أو تحية ومحادثة مدتها بضع دقائق.

العمل عن بعد يفتقر إلى مثل هذه الاجتماعات

غيرت جوجل رسميًا رأيها بشأن العمل عن بُعد:

اعترفت قيادة جوجل علنًا أن العمل عن بُعد لم يعد مناسبًا لها، وهذا هو السبب في أنها تريد عودة جميع موظفيها إلى مكاتبهم. وعُمّمت رسالة بريد إلكتروني إلى جميع موظفي الشركة تفيد:

”من الآن فصاعدًا، سننظر في طلبات العمل عن بُعد الجديدة في حالات استثنائية فقط“. وعندما يأتي هذا البيان من جوجل، وهي أكبر شركة تكنولوجيا في العالم ــــــ أنشأت مئات الموارد والأدوات لتمكين الموظفين من العمل عن بُعد ــــــ فهو يعني اعترافًا بالهزيمة.

على الرغم من إصدار العديد من أدوات الاتصال التي مكنت الموظفين في جميع أنحاء العالم وجميع الصناعات من العمل عن بُعد، إلا أنها تقول أخيرًا أن العمل عن بُعد لا ينجح.

موظفو جوجل الذين يعملون عن بُعد غير راضين، لكن قيادة جوجل نادرًا ما تهتم بمشاعر موظفيها؛ فهي لا تهتم إلا بسعر السهم وما يوصى به في اجتماع المساهمين.

جوجل ليست وحدها. فقد قامت آبل ومايكروسوفت وفيسبوك وأمازون أيضًا بتسريح معظم موظفيها عن بُعد.

العمل عن بُعد دمر الصناعة الأكثر ربحية:

كما رأينا أعلاه، لم تعد قيادة جوجل مستعدة لتقديم وظائف عن بُعد بنسبة 100٪ لموظفيها. إنهم يريدون موظفيهم في المكتب وأن يكونوا منتجين. قد تتساءل، لماذا يحدث هذا؟

يحدث هذا لأن صناعة التكنولوجيا دُمّرت في العامين الماضيين، وقد شهدنا تدميرها بأعيننا. انهارت صناعة التكنولوجيا لأن معظم القادة كانوا يخشون أن يطلبوا من موظفيهم عن بُعد الحضور إلى المكتب، لذا قاموا بأفضل شيء يمكنهم فعله: تسريح موظفيهم الذين يعملون عن بُعد. وفقًا لموقع Layoffs tracker، تم تسريح أكثر من 200,000 شخص في عام 2023، وأكثر من 164,000 موظف في عام 2022. هذه رسالة واضحة لأي شخص يعمل في صناعة التكنولوجيا، توقف عن العمل عن بُعد أو ابدأ في إجراء مقابلات قريبًا. وهذا بالضبط ما فعله الرئيس التنفيذي الأكثر ابتكارًا في العالم.

تسريح الموظفين أمر جدي ويجب أخذ الاحتياطات

تويتر:

عندما اشترى إيلون ماسك تويتر، وجد الشركة في حالة يرثى لها. أعطى ماسك الموظفين نفس الخيارين اللذين أعطاهما لموظفي تسلا: ”إذا لم تعودوا إلى المكتب، فلا يمكنكم البقاء في الشركة. نهاية القصة“.

كانت تلك نهاية القصة بالنسبة للعديد من موظفي تويتر، فقد طرد ماسك أي شخص رفض الحضور إلى المكتب، وأصبحت شركته أكثر إنتاجية وابتكارًا من أي وقت مضى.

أنهى ماسك العمل عن بُعد في تويتر، وكرهه معظم الناس.

لم يكن كل المديرين التنفيذيين لديهم الجرأة لفعل ما فعله إيلون ماسك، ولكن الآن يتمنى معظمهم لو فعلوا ذلك لأن كل شركة تحتاج إلى تسريح موظفيها غير المنتجين.

1- الموظفون الذين يعملون عن بُعد أقل ظهورًا. عندما يتعلق الأمر بقيمتك بالنسبة لشركتك، يجب أن تكون ظاهرًا.

2- الموظفون الذين يعملون عن بُعد ليس لديهم علاقة قوية مع الموظفين الآخرين أو شركاتهم. العلاقات مهمة للغاية؛ فالمرء يؤسس مصداقيته المهنية ويكتسب احترام زملائه من خلال التواصل معهم وجهًا لوجه، وليس من خلال شاشة الحاسوب.

3- الموظفون الذين يعملون عن بُعد أقل استثمارًا في عملهم أو حياتهم المهنية. أو على الأقل هذه هي نظرة أرباب العمل لأن معظمهم يربط بين الظهور والقدرة.

هذه الأسباب دفعت جوجل ومايكروسوفت وأمازون وفيسبوك وغيرها إلى تسريح موظفيها الذين يعملون عن بُعد أولاً. هذا اتجاه مروع للأشخاص الذين يرغبون في العمل عن بُعد، خاصة وأن معظم العاملين عن بُعد يقولون إن العثور على وظيفة جديدة قد يستغرق أكثر من ستة أشهر. لذلك كن حذرًا واشعر بالخوف.