هل يغادر رونالدو النصر مع تجديد المفاوضات؟

أصبح مستقبل الأسطورة البرتغالية كريستيانو رونالدو مع نادي النصر السعودي محل تساؤلات كبيرة بعد توقف مفاجئ في مفاوضات تجديد عقده. وفقًا لتقارير صحيفة "ماركا" الإسبانية الموثوقة، دخلت هذه المفاوضات في مرحلة تجمد كامل على خلفية سلسلة من النتائج المخيبة للآمال على المستويين المحلي والقاري.

جاء قرار تعليق المفاوضات مباشرة بعد الهزيمة المريرة 3-2 أمام غريم التقليدي الاتحاد في الجولة الأخيرة من الدوري السعودي. هذه الهزيمة جاءت كضربة قاسية تلت الإقصاء الصادم من نصف نهائي دوري أبطال آسيا على يد فريق كاواساكي فرونتالي الياباني، في مباراة شهدت أداءً مخيبًا من الفريق ككل.

المصادر المقربة من اللاعب البالغ من العمر 39 عامًا كشفت أن هذه النتائج السلبية المتتالية جعلته يعيد النظر جديًا في خططه المستقبلية. رونالدو الذي كان على وشك التوقيع على عقد جديد لمدة موسمين إضافيين مع النصر، بدأ الآن يتردد في اتخاذ هذه الخطوة، خاصة مع تزايد الشكوك حول قدرة الفريق على تحقيق الطموحات الكبيرة.

إحباط متزايد وغياب الألقاب يهدد الاستمرار

منذ انتقاله الصاعق من مانشستر يونايتد إلى النصر في يناير 2023، نجح رونالدو في ترسيخ نفسه كأبرز نجم في الدوري السعودي وأحد أكثر اللاعبين تأثيرًا في المنطقة. سجله التهديفي المميز الذي شهد تسجيله 34 هدفًا في 38 مباراة الموسم الماضي يثبت أنه ما زال يحتفظ بمستوى عالٍ رغم تقدمه في العمر.

لكن الجانب السلبي يتمثل في فشل النصر المتكرر في تحقيق الألقاب. في الموسمين الماضيين، خرج الفريق من السباق على لقب الدوري مبكرًا، وفشل في تحقيق أي بطولة محلية أو قارية، وهو ما يبدو أنه بدأ يثقل كاهل البرتغالي الذي اعتاد على رفع الألقاب في كل الفرق التي لعب لها.

وفقًا لمصادر داخل النادي، فإن إدارة النصر بدأت هي الأخرى تعيد تقييم وضعها مع النجم العالمي. التكاليف الباهظة لتعاقد رونالدو التي تقدر بحوالي 200 مليون يورو سنويًا بين راتب وإعلانات تجعل القيادة تطرح أسئلة جدية حول جدوى الاستمرار في هذه الصفقة في ظل غياب العوائد الرياضية المتوقعة.

كما أن هناك مخاوف من تأثير حالة عدم الاستقرار هذه على باقي لاعبي الفريق، خاصة مع تزايد التقارير عن استياء بعض العناصر المهمة من التركيز الزائد على رونالدو على حساب المجموعة.

سيناريوهات مستقبلية: البقاء أم الرحيل؟

في حين لم يتم استبعاد احتمال انتقال رونالدو إلى نادٍ سعودي آخر، فإن هذا الخيار يبدو معقدًا بسبب القيود المالية للاندية الأخرى في ظل سياسات الإنفاق الجديدة، ورغبة رونالدو في البقاء في نادٍ قادر على المنافسة على الألقاب، بالإضافة إلى المخاوف التسويقية من تأثير الانتقال داخل الدوري على صورة النجم العالمية.

بعض التقارير أشارت إلى إمكانية عودة رونالدو إلى أوروبا، لكن هذا السيناريو يبدو مستبعدًا نظرًا لعدم توافق متطلباته المالية مع إمكانيات الأندية الأوروبية، ورغبته في الحصول على دقائق لعب أساسية قد لا يضمنها في أندية القمة، وتركيزه على تحضيرات يورو 2024 مع المنتخب البرتغالي.

طموحات شخصية ومستقبل غير واضح

رغم كل هذه الضبابية، ما زال رونالدو مصرًا على تحقيق هدفه الشخصي بتسجيل 1000 هدف رسمي قبل اعتزاله. حاليًا، رصيده يبلغ 934 هدفًا في المباريات الرسمية، وهو ما يعني أنه يحتاج إلى 66 هدفًا إضافيًا لتحقيق هذا الحلم.

على الأرض، يواجه النصر أزمة حقيقية في الدوري المحلي حيث تراجع إلى المركز الرابع، خارج مواقع التأهل لدوري أبطال آسيا. المواجهة القادمة أمام الأخدود ستكون اختبارًا حقيقيًا لقدرة الفريق على التعافي، وربما محطة حاسمة في تحديد مستقبل رونالدو مع النصر.

كل هذه التطورات تضع جماهير النصر والعالم كله في حالة ترقب لمعرفة الفصل الجديد في مسيرة أحد أعظم لاعبي كرة القدم في التاريخ، سواء في السعودية أو خارجها.