مقاول في سوريا يكتشف مفاجأة تحت الأنقاض: مجمع مقابر قديمة

ADVERTISEMENT

في أيار/مايو 2025، أثناء إزالة الأنقاض في مدينة معرة النعمان بمحافظة إدلب السورية، ظهر مدخل نادر لمجموعة قبور قديمة تعود للفترة الهلنستية والرومانية (القرن الأول قبل الميلاد حتى القرن الثالث الميلادي)، فجذب اهتمام علماء الآثار والمهتمين بالتراث. يظهر الموقع مكانة معرة النعمان كمركز قديم للتجارة والثقافة، إذ تقع على ملتقى طرق تجارية تربط البحر المتوسط ببلاد الرافدين.

استخدمت العائلة الغنية التي تملك المقبرة التجارة الإقليمية كمصدر للثراء. تظهر زخارفها ونقوشها باليونانية والآرامية تداخلًا عميقًا بين حضارات يونانية ورومانية وسامية وفارسية. يكشف الاكتشاف تفاصيل جديدة عن عادات الدفن والتصورات حول الحياة بعد الموت، ويظهر تركيبة المجتمع في تلك الحقبة.

ADVERTISEMENT

يزداد الاكتشاف أهمية حين يُقرن بظاهرة «المدن الميتة» في شمال غرب سوريا - نحو 700 قرية مهجورة من العصرين الروماني والبيزنطي، تمتد بين حلب وإدلب. كانت هذه القرى مراكز ريفية مزدهرة تعتمد على الزراعة والتجارة، وبقيت مبانيها حجرية محفوظة بشكل نادر بسبب بعدها عن الطرق الرئيسية. تروي بيوتها وكنائسها وفسيفساؤها تفاصيل الحياة اليومية والدينية والاقتصادية في العصور المتأخرة.

تكمن قيمة هذه المدن في بقائها المعماري، إذ توثق مراحل الضعف البيزنطي وتغير مسارات التجارة، وتُظهر أسلوبًا فنيًا أثر في العمارة الدينية للشرق الأدنى. تعمل معرة النعمان كمدخل لهذه القرى، مما يزيد الحاجة لحماية التراث وسط استمرار القتال.

ADVERTISEMENT

يشكل ظهور المقبرة دعوة لحماية الآثار السورية. يفتح الباب أمام حفريات منهجية، ترميم المواقع، تثقيف السكان المحليين، وتنمية سياحة مستدامة. يحمل الركام رسائل تاريخية عن الأمل والهوية إلى سوريا وشعبها.

بينما تتعافى سوريا، تبقى معرة النعمان والمدن الميتة جسورًا تربط الماضي بالمستقبل، وشهادات على حضارة تستحق الحفظ والتقدير.

toTop