علومJan 10,2025

أفضل ثلاثة مواقع لعلم الفلك على كوكب الأرض

1- ماونا كيا، هاواي، الولايات المتحدة الأمريكية:

الارتفاع والمناخ: يرتفع جبل ماونا كيا على ارتفاع 4207 مترًا فوق مستوى سطح البحر، ويوفر أحد أعلى المواقع الفلكية التي يمكن الوصول إليها في العالم. يقلل هذا الارتفاع الشاهق من التداخل الجوّي، ما يوفر رؤية واضحة للأجرام السماوية. ونظرًا لوقوعه في المناطق الاستوائية، فإنه يتجاوز الكثير من التشوهات الجوية المرافقة للمواقع ذات الارتفاعات المنخفضة. يتمتع ماونا كيا بمناخ مستقر وجاف، وبخاصّة في فصل الشتاء، فتكون السماء صافية باستمرار. يقلل هذا الهواء الجاف من بخار الماء، والذي يمكن أن يتسبب بخلاف ذلك في حدوث تداخل في عمليات الرصد بالأشعة تحت الحمراء.

أهمّ التلسكوبات: تتضمن مراصد ماونا كيا بعضًا من أكبر التلسكوبات وأكثرها تقدمًا، مثل مرصد كيك، وتلسكوب سوبارو، وتلسكوب جيمس كلارك ماكسويل. تتيح هذه المرافق للباحثين التقاط صور مفصلة عبر طيف واسع من الأطوال الموجية، يمتدّ من الضوء المرئيّ إلى الموجات ما دون المليمتر مرورًا بالأشعة تحت الحمراء، وهي مثالية لدراسة المجرات البعيدة وتكوّن النجوم والكواكب الخارجية.

السياحة الفلكية: يمكن للزوار الوصول إلى ماونا كيا، وهناك برامج لمراقبة النجوم في مركز الزوار الواقع على ارتفاع أقل من القمة. تسمح هذه الجولات للناس بمراقبة الأجرام السماوية باستخدام تلسكوبات عالية الطاقة، أُنشئت خصيصًا للاستخدام العام.

2- صحراء أتاكاما، تشيلي:

المناخ والظروف الجوية: تعد صحراء أتاكاما واحدة من أكثر المناطق جفافًا على وجه الأرض، حيث تتلقى الحد الأدنى من الأمطار (أقل من 25 ميليمترًا سنويًا). ومع وجود مراصد مثل بارانال على ارتفاع حوالي 2635 مترًا فوق مستوى سطح البحر، يمكن مراقبة السماء مراقبةً أكثر وضوحًا ودقّةً واستقرارًا.

المراصد الرائدة: التلسكوب الكبير جدًا: يقع في مرصد بارانال، ويعد واحدًا من أقوى التلسكوبات البصرية في العالم، ويتكون من أربعة تلسكوبات فردية يمكنها العمل معًا لتشكيل "مقياس تداخل" للتصوير عالي الدقة. هناك أيضًا مجموعة أتاكاما الكبيرة الميليمتريّة وتحت المليمتريّة، وهي تقع على ارتفاع 5000 متر على هضبة تشاغنانتور، وتدرس هوائياتها عالية الدقة، البالغ عددها 66 هوائيًا، الأجرام السماوية عن طريق التقاط الموجات الراديوية، وهي مفيدة بشكل خاص لدراسة تكوّن النجوم والغاز بين النجوم والمجرات البعيدة.

جولات مصممة خصيصًا لمشاهدة النجوم، مع العديد من المراصد الأصغر حجمًا والتلسكوبات الخاصة. يمكن للزوار تجربة سماء الصحراء الليلية التي تبدو نابضة بالحياة بشكل استثنائي بسبب الغلاف الجوي الصافي والجاف.

البحث والاكتشاف: أدت سماء أتاكاما المظلمة والمراصد المتطورة إلى اكتشافات كبرى في علم الفلك. على سبيل المثال، لعب مرصد أتاكاما الفلكي دورًا رئيسًا في تصوير الثقب الأسود في مركز المجرة M87، وهي أول صورة تم التقاطها على الإطلاق لثقب أسود.

3- لا بالما، جزر الكناري، إسبانية:

صورة من unsplash

تقع لا بالما، إحدى جزر الكناري، على ارتفاع حوالي 2400 متر فوق مستوى سطح البحر. يوفر مناخ الجزيرة شبه الاستوائي سماءً صافيةً في معظم الليالي، مع الحد الأدنى من الغطاء السحابي.

أهمّ المراصد: مرصد روكي دي لوس موتشاتشوس: يعد هذا المرصد أحد أهم المواقع الفلكية في العالم، حيث يضم التلسكوب الكبير لجزر الكناري (GTC)، وهو أكبر تلسكوب بصري بفتحة واحدة في العالم. يحتوي هذا التلسكوب على مرآة بقطر 10.4 متر ويمكنه مراقبة الأجسام الخافتة في الضوء المرئي، وهو أمر بالغ الأهمية لمراقبات السماء البعيدة. يستضيف المرصد أيضًا مجموعة متنوعة من التلسكوبات الأخرى، مثل تلسكوبات ماجيك، المستخدمة لدراسة الأشعة الكونية عالية الطاقة وعلم فلك أشعة غاما.

السياحة الفلكية: تعد لا بالما جزءًا من محمية المحيط الحيوي التابعة لليونسكو، وتفرض السلطات قوانين صارمة لحماية سماء الجزيرة المظلمة. وقد أصبحت الجزيرة وجهة شهيرة لعلماء الفلك والهواة والسياح، مع وجود العديد من نقاط المراقبة المفتوحة للجمهور، والجولات المنظمة التي تلبي احتياجات المتحمسين الذين يتوقون لتجربة سماء صافية ومظلمة.

الاكتشافات البارزة: ساهمت الأبحاث التي أجريت في لا بالما بشكل كبير في دراسة الثقوب السوداء وأشعة غاما وتطور النجوم. وجعلت الصور عالية الجودة التي وفّرها التلسكوب الكبير، من لا بالما موقعًا حيويًا لمهام الفضاء الدولية، والتعاون في مجال علم الفلك.

تساهم كل من هذه المواقع بشكل فريد في مجال علم الفلك، حيث تستفيد من سماتها الجغرافية المميزة وتستضيف بعضًا من أكثر التلسكوبات تقدمًا. إن الجمع بين المزايا الطبيعية والمرافق المتطورة وخيارات السياحة الفلكية المتاحة يجعلها ذات قيمة لا تقدر بثمن لكل من علماء الفلك المحترفين وعشاق السماء الليلية.

  • الحيوانات
  • إدارة وأعمال
  • الثقافة
  • الطعام
  • أسلوب الحياة
  • علوم
  • تقينة
  • الرحلات والسفر

    علوم

      المزيد من المقالات