الثقافةJan 16,2025

الألعاب البدوية العالمية: ألعاب آسية الوسطى الأولمبية المذهلة

ما هي الألعاب؟

بعضها ألعاب جبلية، وبعضها سهلية، وتتضمن رياضات مثل المصارعة على ظهور الخيل ومسابقات القوة في آسية الوسطى، وهي تعطي لمحة عن الشكل الذي كانت لتبدو عليه الألعاب الأولمبية لو كان جنكيز خان في موقع فرض الأمور. والواقع أن العديد من الرياضات تستمد جذورها من المهارات المطلوبة للبقاء على قيد الحياة في تلك السهوب، ومن قدرات الفروسية التي لا مثيل لها والتي غذّت موجات استمرت ألف عام من إمبراطوريات السهوب المتعاقبة، من الهون إلى المغول. هناك أيضًا أحداث تقليدية مثل الرماية وسباقات الخيل لمسافات طويلة، ولكن الألعاب تروّج أيضاً للطعام الكازاخستاني، والزي التقليدي، وحتى فن سرد القصص الملحمية. الهدف هو الحفاظ على ثقافة رحّل السهوب، وحمايتها، إذ تتعرض هذه الثقافة لتهديد متزايد من العولمة والتحديث وحتى تغير المناخ.

الرياضة الأكثر جنوناً في آسية الوسطى:

هذه اللعبة هي المفضلة في الألعاب. وتُعرف في مختلف أنحاء المنطقة باسم "كوكبار" و"كوك بورو" و"أولاك تارتيش" و"بوزكاشي"، بحسب اللغات. وهي تشابه لعبة الركبي على ظهور الخيل مع عنزة ميتة ككرة. يتنافس فريقان يتألف كل منهما من سبعة فرسان على الإمساك بجثة عنزة (مصنوعة من المطاط لهذه الألعاب)، ورفعها تحت أرجلهم، والركض بسرعة نحو خط الفريق المنافس ثم إلقائها في حلقة من الحبل أو في دائرة بلاستيكية كبيرة. تتّسم اللعبة بالخشونة والعنف؛ فالأصابع المكسورة والأذنان الممزقتان من الأمور المعتادة فيها، وأهم سمة للاعب "كوكبار" هي أن يكون قوياً وشجاعاً ولا يخاف. في العصور القديمة، كان الرجال يصطادون الذئاب ويتقاتلون من أجل شرف حمل الحيوان وإعادته إلى القرية.

رياضة تقليدية مهددة بالانقراض:

صورة من wikimedia

يعد الصيد بالنسور إحدى الرياضات الأكثر غرابة بين الرياضات الرسمية الـ 21 التي تتضمنها الألعاب. يستغرق الأمر سنوات عديدة حتى يتمكن صياد النسور المتمرس (المعروف باسم بيركوتشي)، من ترويض وتدريب نسر ذهبي بري (بيركوت)، كما أن التكاليف والوقت اللازمين يجعلانها أكثر الرياضات التقليدية المهددة بالانقراض في الألعاب. يتضمن الحدث ثلاث فئات في المنافسة: الصيد بالنسور أو الصقور أو الصقور. وكلها لها جذورها في قرغيزستان وكازاخستان وغرب منغولية، حيث تُصطاد الثعالب والأرانب والذئاب تقليديًا في الشتاء عندما يكون فراء الحيوانات أكثر سمكًا.

مصارعة الخيل:

تقام المصارعة على ظهور الخيل (أوداريسبك) في حلبة رملية قطرها 15 مترًا وتنقسم المباريات إلى ست فئات للوزن. الهدف هو سحب الخصم إلى الأرض، ولكن يمكن للمصارعين أيضًا الحصول على نقاط لرفع خصمهم من السرج أو دفعه خارج الدائرة. يتم معاقبة الخيول على العض. هنالك أيضًا أشكال أخرى من المصارعة بدون خيول، ولها أنماط متعدّدة كازاخستانية وتركية وتترية وقرغيزية، معظمها يتضمن أيضًا مسابقات نسائية.

الاحتفال بماضي المحارب:

ربما تكون الرماية (سواء على الأرض أو على ظهور الخيل)، هي الرياضة الأكثر استحضارًا للماضي المحارب في آسية الوسطى. لقرون من الزمان، غمرت موجات الرماة الراكبين المدن في جميع أنحاء الشرق الأوسط وأوروبة الشرقية، واستسلمت أمام إتقان شعب السهوب الذي لا مثيل له لركاب الحديد والأقواس المركبة. قال الرامي المنغولي تسيتسيغسورين دورجسورين: "دم جنكيز خان في دمي". "أشعر بأجدادي عندما ألتقط قوسي."

أحداث المصارعة للرجال والنساء:

تعود جذور مصارعة العصا، إلى ياكوتيا (جمهورية ساخا اليوم، إحدى جمهوريات الاتحاد الروسي، التي حضرت ألعاب 2024). يجلس الرياضيان المتنافسان أحدهما في مواجهة الآخر وأقدامها على لوح، ويحمل كلاهما عصا خشبية. والهدف هو انتزاع العصا من خصمك أو سحب خصمك إلى جانبك. وهناك مسابقات منفصلة للرجال والنساء.

احتفال بالثقافة البدوية:

صورة من wikimedia

ألعاب البدو العالمية هي أكثر من مجرد رياضة. في وسط الأماكن الرياضية توجد قرية عالمية، وهي مجموعة من الخيام المنغولية ومتاجر الحرف اليدوية والمطاعم المحلية يرتدي فيها ممثلون زي المحاربين والموسيقيين في العصور الوسطى، ويؤدون الأغاني الشعبية القديمة. المغنون الشعبيون والموسيقى والشعر الملحمي من أعظم متع حضور الألعاب البدوية العالمية الموسيقى التقليدية التي تتدفق من قاعات الحفلات الموسيقية والخيام في مجمع القرية العالمية. وأكثر المؤدين الكازاخستانيين إقناعًا هم الأكيم أو الشعراء أو رواة القصص الذين يتلون ويرتجلون القصائد الملحمية والتاريخية، بينما يعزفون على الدومبرا، وهو عود على الطراز الكازاخستاني.

الحرف اليدوية:

إلى جانب الرياضة والموسيقى، تهدف الألعاب العالمية للبدو الرحّل إلى الحفاظ على التقاليد الفنية والنسيجية من خلال استضافتها للحرفيين المهرة، الذين يقدّم العديد منهم عروضًا ودروسًا في الحرف اليدوية الكازاخستانية التقليدية.

أستانا المتألقة:

صورة من pxhere

كازاخستان هي موطن التفاح (يعني اسم عاصمتها القديم ألما-آتا: جدّ التفاح)، وأزهار الزنبق، وتدجين الخيول. يسكن البلاد أكثر من 120 مجموعة عرقية. العاصمة الجديدة، أستانا، هي أحدث عاصمة في العالم. قد يبدو أن الهندسة المعمارية الحديثة للغاية في أستانا، ليست موقعًا محتملًا للاحتفال بالثقافة البدوية القديمة. في الحقيقة، لم يترك البدو الرحّل إرثًا معماريًا كبيرًا، ولكنّ أستانا تعوّض بسرعة عن الوقت الضائع. وتمنحها مشاريعُها المعمارية الحديثة الممولة جيدًا والمتطورة، إحساسًا بمدينة دبيّ في آسية الوسطى، على الرغم من أن موقعها على السهوب العظيمة يعني أنها ثاني أبرد عاصمة في العالم (بعد أولان باتور عاصمة منغوليا).

  • الحيوانات
  • إدارة وأعمال
  • الثقافة
  • الطعام
  • أسلوب الحياة
  • علوم
  • تقينة
  • الرحلات والسفر

    الثقافة

      المزيد من المقالات