علومFeb 18,2025

تنبؤ ستيفن هوكينغ بـ "نهاية العالم": هل هي أقرب مما نعتقد؟

أطلقت وكالة الفضاء الأمريكيّة ناسا مؤخرا ناقوس الخطر بشأن التهديدات الوجودية التي تواجه الأرض، حيث سلطت الضوء على التوقعات التي وضعها الفيزيائي ستيفن هوكينغ قبل وفاته في عام 2018. ورغم أن وكالة الفضاء لم تؤيد الجدول الزمني المحدد لهوكينغ لزوال الأرض، إلا أنها رددت المخاوف بشأن مخاطر الاحتباس الحراري العالمي، والإفراط في استهلاك الطاقة، وغيرها من التهديدات لبقاء البشرية. ومع تفاقم أزمة المناخ، يتساءل العالم: ما مدى قربنا من المصير الكارثي الذي تصوره هوكينغ؟ نبين في هذه المقالة نبوءة هوكينغ، ودور وكالة الفضاء الأمريكية في الدفاع عن الكوكب

توقعات ستيفن هوكينغ المخيفة:

كان ستيفن هوكينغ في سنواته الأخيرة، وهو أحد أشهر علماء الفيزياء في عصرنا، قلقًا بشكل متزايد بشأن مستقبل البشرية في فيلم وثائقي عُرض عام 2018 بعنوان البحث عن أرض جديدة، حدد هوكينغ تنبؤًا قاتمًا لعام 2600. وحذر من أنه ما لم تحدث تغييرات كبيرة في كيفية عيش البشر، فقد تتحول الأرض إلى "كرة نارية عملاقة". وقد عزا هوكينغ هذا السيناريو الكارثي إلى الاحتباس الحراري العالمي وتغير المناخ وأثر البيت الزجاجي، والذي اعتبره المحرك الرئيسي وراء انهيار الكوكب في نهاية المطاف. قبل رحيله، أدلى هوكينغ بهذا التصريح المخيف في محاولة لزيادة الوعي بمخاطر الاستهلاك البشري غير المنضبط والاكتظاظ السكاني. وأوضح أن النمو السريع لسكان الأرض والاستهلاك غير المستدام للطاقة من شأنه أن يجعل الكوكب في النهاية غير صالح للسكن، ويحوله إلى عالم لا يطاق ومحترق.

موقف ناسا:

في حين تشارك وكالة ناسا بعض مخاوف هوكينغ بشأن مستقبل الأرض، إلا أنها لم تؤكد تنبؤاته بنهاية كارثية وشيكة. وأوضح متحدث باسم ناسا قائلاً: "لأكثر من 50 عامًا، درست ناسا كوكبنا الأم، وقدمت معلومات تفيد البشرية بشكل مباشر، وأنتجت ملاحظات لا يمكن جمعها إلا في الفضاء، والتي تعالج بعض المجالات التي ذكرها هوكينغ". بدلاً من تأييد جدول زمني محدد لنهاية العالم، تركز وكالة ناسا على الأبحاث الجارية لمكافحة التهديدات العالمية وحماية مستقبل الأرض. وتواصل وكالة الفضاء مراقبة مجموعة واسعة من المخاطر، من تغير المناخ إلى التأثيرات المحتملة للكويكبات، باستخدام تقانات الفضاء المتقدمة لتقييم المخاطر التي تهدد الكوكب والتخفيف منها.

تغير المناخ، مصدر قلق متزايد:

الصورة عبر Wikimedia Commons

إن أحد التحديات الأكثر إلحاحًا التي أبرزتها كل من وكالة ناسا وهوكينغ هو تغير المناخ. لقد حذرت وكالة ناسا منذ فترة طويلة من أن آثار الاحتباس الحراري العالمي الناجم عن الإنسان لا رجعة فيها بالفعل بالنسبة للأشخاص الأحياء اليوم. وذكرت الوكالة على موقعها على الإنترنت: "إن آثار الاحتباس الحراري العالمي الناجم عن الإنسان تحدث الآن، وهي لا رجعة فيها بالنسبة للأشخاص الأحياء اليوم، وستزداد سوءًا طالما أضاف البشر غازات الدفيئة إلى الغلاف الجوي". ولكنّ ناسا تؤكد أيضًا أنه في حين أن الوضع خطير، إلا أنه لم يفت الأوان للتحرك. وتوضح: "ستعتمد شدة الآثار الناجمة عن تغير المناخ على مسار الأنشطة البشرية المستقبلية". وتعتقد الوكالة أنه إذا اتخذ البشر إجراءات فورية للحد من الانبعاثات وتنفيذ ممارسات مستدامة، فقد نتجنب بعض أسوأ عواقب تغير المناخ.

تحذيرات ستيفن هوكينغ والتهديدات العالمية:

الصورة عبر unsplash

إلى جانب تغير المناخ، حذر هوكينغ من تهديدات وجودية أخرى، مثل الحرب النووية والذكاء الاصطناعي والأوبئة، والتي اعتبرها جميعًا مخاطر كبيرة على بقاء البشرية. في مقابلة أجريت معه عام 2016 مع هيئة الإذاعة البريطانية، قال: "على الرغم من أن فرصة وقوع كارثة على كوكب الأرض في عام معين قد تكون منخفضة للغاية، إلا أنها تتراكم بمرور الوقت وتصبح شبه مؤكدة في الألف أو العشرة آلاف عام القادمة". دافع هوكينغ عن توسع البشرية خارج الأرض، معتقدًا أن إنشاء مستعمرات على كواكب أخرى قد يكون ضروريًا لضمان بقاء جنسنا البشري على المدى الطويل. ومع ذلك، فقد أقرّ بأن هذا ليس حلاً قريب الأمد. صرح هوكينغ: "لن ننشئ مستعمرات ذاتية الاستدامة في الفضاء لمدة مئة عام على الأقل، لذلك يتعين علينا أن نكون حذرين للغاية في هذه الفترة". تركزت مخاوفه على الحاجة إلى أن تتخذ البشرية إجراءات جذرية قبل فوات الأوان.

جهود ناسا في الدفاع عن الكوكب:

الصورة عبر wikimedia

بينما لم تؤكد وكالة ناسا نهاية العالم الوشيكة، فقد اتخذت خطوات استباقية لحماية الأرض من التهديدات المحتملة. طورت الوكالة مكتب تنسيق الدفاع الكوكبي لتتبع ودراسة الأجسام القريبة من الأرض مثل الكويكبات التي يمكن أن تشكل خطرًا على الكوكب. في عام 2022، أطلقت وكالة ناسا مهمة اختبار إعادة توجيه الكويكبات المزدوجة، لإثبات طريقة تحويل الكويكبات في مسار تصادم مع الأرض. بعد التأثير الناجح على الكويكب ديمورفوس، أظهرت ناسا أن لديها استراتيجية قابلة للتطبيق لمنع اصطدامات الكويكبات في المستقبل. على الرغم من هذه الجهود، تؤكد وكالة ناسا أنه لا يوجد حاليًا تهديد كبير معروف من الكويكبات في المستقبل المنظور، قائلة: "لا يوجد حاليًا تهديد كبير معروف للاصطدام خلال المئة عام القادمة أو أكثر". ومع ذلك، تظل الوكالة يقظة وملتزمة بمراقبة مثل هذه الأجسام ومنع الاصطدامات المحتملة.

نداء للتحرك الفوري:

الصورة عبر unsplash

إن تحذيرات هوكينغ بشأن مستقبل الكوكب لا ينبغي لنا أن نتجاهلها. فكما أشار الفيزيائي، فإن التحديات التي نواجهها اليوم قد لا تبدو كارثية على الفور، ولكن بمرور الوقت، قد تصبح غير قابلة للتغلب عليها. ومع تغير المناخ، واستهلاك الطاقة، والمخاطر الأخرى التي تهدد مستقبل الكوكب، فإن العمل الفوري ضروري للتخفيف من الضرر. وبينما قد يكون الجدول الزمني لهوكينغ بعيدًا، فإن الخيارات التي نتخذها اليوم ستحدد ما إذا كان بوسعنا منع المصير الكئيب الذي تنبأ به. إن أبحاث وكالة ناسا حول تغير المناخ، والدفاع الكوكبي، والتهديدات العالمية الأخرى توفر تقدمًا، ولكن الأمر متروك للبشرية لاتخاذ الإجراءات الآن؛ فمستقبل الكوكب لا يزال بين أيدينا.

الخاتمة:

الصورة عبر unsplash

لم تؤكد وكالة ناسا تنبؤات ستيفن هوكينغ، لكنها تعترف بالمخاطر الحقيقية التي تواجه الأرض. إن الأبحاث الجارية التي تبذلها وكالة الفضاء الأمريكيّة وجهودها للتخفيف من التهديدات العالمية تقدم الأمل، ولكن المستقبل لا يزال غير مؤكد. في جميع الأحوال، تؤكد هذه القصة على أهمية العمل اليوم لضمان بقاء الأرض صالحة للسكن للأجيال القادمة. وباتخاذ خطوات حاسمة الآن، ربما يصبح من الممكن تغيير مسار مستقبل الكوكب وتجنب السيناريو الكارثي الذي تنبأ به هوكينغ.

  • الحيوانات
  • إدارة وأعمال
  • الثقافة
  • الطعام
  • أسلوب الحياة
  • علوم
  • تقينة
  • الرحلات والسفر

    علوم

      المزيد من المقالات