علومFeb 17,2025

هل من الممكن أن يتسبب المستعر الأعظم في تدمير الأرض؟

يعتبر التعب المناخي استجابة بشرية طبيعية لتحدٍّ هائل، لكنه لا يجب أن يؤدي إلى التقاعس عن العمل. ومن خلال تسخير قوة الذكاء الصنعي، يمكننا تبسيط البيانات المعقدة، وإلهام الإجراءات الفردية والجماعية، وخلق حلول مبتكرة لمكافحة تغير المناخ. والواقع أن قدرة الذكاء الصنعي على تمكين الناس وتثقيفهم وتعبئتهم تجعله حليفاً حيوياً في التغلب على اللامبالاة وضمان مستقبل مستدام. وبالتعاون ــــــ مع المزيج الصحيح من التقانة والسياسة والعزيمة البشرية ــــــ يمكننا تحويل التعب إلى طاقة متجددة لكوكب الأرض.

خطورة المستعر الأعظم:

لتقدير مدى قرب المستعر الأعظم من الأرض حتى يتسبب في أضرار جسيمة، يتعين علينا أن ننظر إلى قدراته التدميرية. أولاً، هناك موجة الصدمة من الانفجار نفسه. ولكن إذا كان قريبًا منّا، بما يكفي لكي نقلق بشأن موجة الصدمة الناجمة عنه، فهو قريب بما يكفي لتلقي جرعة مميتة من الإشعاع من النجم الذي سبق المستعر الأعظم، وكان يتوجّب علينا في حقيقة الأمر، الابتعاد عنه قبل فترة طويلة. ثم هناك الضوء المرئي الصادر عن المستعر. على الرغم من أنه قد يكون شديدًا لدرجة قد تؤدي إلى العمى، إلا أنه لن يكون عاملاً في إتلاف كوكبنا. ومن الجدير بالذكر أن الغالبية العظمى من الطاقة المنبعثة من المستعر الأعظم تكون في صورة نيوترينوات، وهي جسيمات شبحية نادراً ما تتفاعل مع المادة. في الواقع، هناك تريليونات النيوترينوات تمر عبرنا وعبر أرضنا الآن في هذه اللحظة، بدون أن نلاحظها حتى. لذا حتى لو وصلتنا جميع نيوترينوات المستعر الأعظم، فلن يزعجنا هذا. ولكن ماذا عن الأطوال الموجية الأخرى للضوء، مثل الأشعة السينية وأشعة غاما؟ الخبر السار هو أن المستعرات العظمى تميل إلى عدم إنتاج كميات وفيرة من الإشعاع عالي الطاقة. ولكن الخبر السيئ هو أن هذه الكميات من أشعة غاما التي تمر عبر غلافنا الجوي تحتوي على قدر هائل من الإشعاع عالي الطاقة. وأخيرًا، هناك الأشعة الكونية، وهي جسيمات تتحرك بسرعة الضوء تقريبًا. والمستعرات العظمى قادرة على إنتاج كميات وفيرة من الأشعة الكونية، التي قد تتسبب في أضرار جسيمة.

نصف قطر الانفجار:

الصورة عبر Wikimedia Commons

ما الذي يجعل كل هذه الأشعة السينية وأشعة غاما والأشعة الكونية ضارة للغاية بالأرض؟ هذه الأشكال من الإشعاع تحتوي على ما يكفي من الطاقة لتفكيك جزيئات النيتروجين (الآزوت) والأكسجين. هذان هما العنصران الرئيسان في الغلاف الجوي الأرضي، وهما يفضّلان أن يكونا على صورة جزيئات. ولكن بمجرد تفككها، تتحد بطرق مثيرة للاهتمام لتنتج، على سبيل المثال، أكاسيد النيتروجين المختلفة، بما في ذلك أكسيد النيتروز، المعروف أيضًا باسم غاز الضحك، ما يؤدي إلى استنزاف طبقة الأوزون. وبدون طبقة الأوزون، تصبح الأرض عرضة للأشعة فوق البنفسجية من الشمس. وهذا يعني حروقًا أسرع في البشرة، ومعدلات أعلى من سرطان الجلد، وتصبح الكائنات الحية الدقيقة الضوئية، مثل الطحالب، عرضة للخطر. وإذا ماتت، انهار النظام البيئي بأكمله، وحدث انقراض جماعي، لأن هذه الكائنات هي الطبقة الأساسية للسلسلة الغذائية بأكملها. بالنسبة للمستعرات العظمى التي تميل إلى الحدوث في مجرتنا، يجب أن يكون النجم المحتضر على بعد 25 إلى 30 سنة ضوئية تقريبًا من الأرض لتجريد نصف طبقة الأوزون على الأقل، وهو ما سيكون كافيًا لإثارة كل الأشياء السيئة المذكورة أعلاه.

أخبار جيدة:

الصورة عبر Wikimedia Commons

وإليك بعض الأخبار الجيدة لمساعدتك على النوم ليلاً: لا توجد نجوم مرشحة معروفة للمستعرات العظمى ضمن نطاق 30 سنة ضوئية من الأرض. أقرب مرشح، سبايكا (Spica)، يبعد حوالي 250 سنة ضوئية، ولا توجد نجوم ستصبح مرشحة لتكون مستعرات عظمى وتقترب ضمن نطاق 30 سنة ضوئية من الأرض في حياتها. لذا فنحن آمنون في هذا الصدد، على الأقل في الوقت الحالي. ولكن، وعلى مدى فترات زمنية أطول، تصبح الأمور أكثر إثارة للاهتمام. منها مثلًا أن مجموعتنا الشمسية تدخل الآن الذراع الحلزوني لمجرّة درب التبانة، والأذرع الحلزونية معروفة بمعدل النجوم المرتفع فيها (ولهذا تظهر كثيرًا في صور المجرّة). ولكن ارتفاع معدلات النجوم يعني ارتفاع معدلات موت النجوم، وهو ما يعني احتمالات أكبر من المتوسط للاقتراب بشكل مفرط إلى حد لا يبعث على الراحة في غضون عشرة ملايين سنة سوف يستغرقها عبور الذراع. وبمجرد النظر في كل هذه العوامل، ينتهي بك الأمر إلى تقديرات لاحتمال وقوع انفجار مستعر أعظم قاتل عدة مرات كل مليار سنة. والواقع أن بعض علماء الفلك يعتقدون أن انفجار مستعر أعظم قريب تسبب في انقراض جماعي قبل 360 مليون سنة، ما أدى إلى مقتل 75% من جميع الأنواع.

ثم هناك المستعرات العظمى من النوع الأول أ، والتي تنطلق عندما تتراكم المواد من نجم مرافق يدور حول قزم أبيض (القزم الأبيض هو البقايا شديدة الكثافة للنجوم منخفضة أو متوسطة الكتلة مثل الشمس). ولكن الأقزام البيضاء صغيرة وخافتة عموماً، لذلك يصعب اكتشافها كثيراً، وتطورها النهائي نحو المستعر الأعظم يكون أكثر عشوائية. ففي يوم ما، تكون هذه النجوم مجرد نجوم معلقة، وفي اليوم التالي، تتحول إلى جحيم نووي. لحسن الحظ، فإن أقرب مرشح هو القزم الأبيض الثنائي IK Pegasi، والذي يقع على بعد حوالي 150 سنة ضوئية.

الخاتمة:

الصورة عبر Wikimedia Commons

قبل أن تستسلم للرضا، يجب أن تعرف عن انفجارات أشعة غاما، والتي تنتج عن اندماج النجوم النيوترونية والمستعرات العظمى. إنها أكثر خطورة لأنها قوية بشكل لا يصدق وطاقاتها المتفجرة تتركز في حزم ضيقة يمكن أن تخترق مجرة لمسافة تزيد عن 10000 سنة ضوئية. ولأن انفجارات أشعة غاما أبعد بكثير من المستعرات العظمى، فمن الصعب التنبؤ بها والتخطيط لها.

  • الحيوانات
  • إدارة وأعمال
  • الثقافة
  • الطعام
  • أسلوب الحياة
  • علوم
  • تقينة
  • الرحلات والسفر

    علوم

      المزيد من المقالات