لماذا يرفع الجنود المستسلمون الأعلامَ البيضاء؟

ADVERTISEMENT

العلم الأبيض يُستخدم في كل أنحاء العالم كرمز للاستسلام أو الهدنة أو التفاوض، وقد أُدرج هذا المعنى في القانون الدولي من خلال اتفاقيات جنيف. يثير اختيار اللون الأبيض سؤالًا: لماذا الأبيض دون غيره؟

تاريخيًا، ظهر استخدام الراية البيضاء في الغرب والشرق بشكل منفصل. في الغرب، سُجّل أول استخدام لها سنة 69 ميلادية على يد الرومان، كما ذكر المؤرخ كورنيليوس تاسيتوس، حين وصف استسلام الفيتيليين في معركة كريمونا الثانية. أما في الصين، فقد بدأ استخدام العلم الأبيض بين عامي 25 و220 ميلادية، في زمن أسرة هان الشرقية، حيث كان الأبيض يرتبط بالموت والحِداد، فأصبح رمزًا للهزيمة والانكسار.

ADVERTISEMENT

يرجّح المؤرخون أن بساطة اللون الأبيض وتوفره بسبب غياب الألوان الصناعية آنذاك كانا السبب الرئيسي لاختياره. الثياب البيضاء كانت شائعة، فكان من السهل تحويلها إلى رايات. كما أن الأبيض يظهر بشكل واضح مقارنةً برايات الجيوذين المزخرفة، مما يسهل التعرف على نية السلام.

وقد زاد من مصداقية الاستسلام رفع راية بيضاء خالية من الشعارات أو الرموز، بعكس رفع علم وطني قد يُفهم كتحدي لا خضوع. في القرن السادس عشر، أشار المؤرخ البرتغالي جاسبار كوريا إلى أن أمير كالكوت استخدم قطعة قماش بيضاء كعلامة سلام. كما ذكر الفقيه الدولي هوجو غروتيوس سنة 1625 أن الراية البيضاء إشارة قانونية تدعو إلى التفاوض.

ADVERTISEMENT

مع الوقت، أصبح العلم الأبيض جزءًا من المواثيق الدولية، مثل اتفاقيات لاهاي وجنيف. واليوم يُعد رمزًا متفقًا عليه عالميًا، لا يشير فقط إلى الاستسلام، بل أيضًا إلى وقف إطلاق النار والدخول في مفاوضات.

toTop