الإرهاق والموت من العمل المُفرط: فهم الأزمة ومعالجتها

ADVERTISEMENT

في بيئة العمل الحديثة، زاد الضغط ليصل الأداء إلى مستوى عالٍ، فانتشر الإرهاق والعمل لساعات طويلة بين الموظفين. هاتان الظاهرتان يضران بصحة الإنسان النفسية والجسدية، ويخفضان الأداء والإنتاجية.

الإرهاق هو تعب مستمر في الجسد والعواطف، يصاحبه سخرية وابتعاد عن الوظيفة مع شعور بعدم الجدوى. صنفته منظمة الصحة العالمية كحالة مهنية ناتجة عن ضغط متواصل في العمل. تظهر أعراضه: أرق، ضعف تركيز، وهبوط في أداء الجهاز المناعي. أما العمل المُفرط فهو تجاوز القدرة الطبيعية في عدد الساعات أو في الكثافة، ويرتبط بمتلازمة «كاروشي» اليابانية، أي الموت من كثرة العمل.

ADVERTISEMENT

تشير الدراسات إلى أن الإرهاق والعمل المُفرط منتشران بشكل مثير للقلق. بيانات مؤسسة غالوب تقول إن 76 % من الموظفين الأميركيين يعانون من الإرهاق بدرجات مختلفة. تتكرر النسب العالية في بيئات الضغط القوي مثل الصحة والتمويل. في اليابان وكوريا الجنوبية، تُسجل مئات الوفيات سنوياً بسبب ساعات العمل الطويلة، وتتزايد المشكلة في الغرب مع غياب التوازن بين العمل والحياة.

رغم الترابط بين الإرهاق والعمل المُفرط، فلكل منهما ملامحه. الإرهاق يركز على الضغط النفسي وفقدان التحكم، بينما يتعلق العمل المُفرط بالإجهاد الجسدي. تشمل النتائج الصحية أمراض القلب، الاكتئاب، والقلق، مع احتمال انخفاض متوسط العمر وجودة الحياة.

ADVERTISEMENT

لمواجهة الظاهرتين، تتبنى المؤسسات سياسات تعزز التوازن بين العمل والحياة، مثل ساعات العمل المرنة والعمل عن بُعد. يُنصح بتوفير دعم نفسي وتشجيع التواصل. من جهته، يضع الفرد حدوداً واضحة، يمارس رياضة، وينام عدد ساعات كافياً. الإدارة الجيدة للوقت والتطوير المهني المستمر يخففان التوتر، إضافة إلى أهمية الدعم الاجتماعي في العمل والمنزل.

الوقاية من الإرهاق والعمل المُفرط هدف أساسي يتطلب تعاوناً بين الأفراد والمؤسسات لضمان بيئة عمل صحية ومستدامة.

toTop