قصة العرب العماليق

ADVERTISEMENT

يُعرف العماليق بأسماء متعددة مثل بنو عبيل، بنو السميد، بنو عمرو، الكنعانيون، والأموريون، ووصفهم الناس بأنهم قوم جبارون. يُذكر تاريخهم في التوراة أيضاً، حيث يُقدمون مثالاً للقوة والبطش في مواجهة بني إسرائيل. ويدور نقاش حول أصلهم وهويتهم بين المصادر الدينية والتاريخية.

يُرجح أن العماليق قبائل بدوية عاشت في بادية العراق والشام، وفي أجزاء من فينيقيا وكنعان، ووصل تأثيرهم حتى مصر، حيث أسسوا إمبراطورية من أعظم إمبراطوريات العصور القديمة. وُصفوا بأنهم ضخام الأجسام وأقوياء، ويُقال إنهم أول من مارس أكل لحوم البشر. ومن شخصياتهم الأسطورية عوج بن عنق، الذي تصفه الروايات بطولٍ خارق جعله يشرب من السحاب ويشوي الحيتان في الشمس.

ADVERTISEMENT

رغم وصفهم في بعض الروايات بأنهم بدو قساة لا يستقرون في مكان، ويأكلون اللحم نيئاً، كشفت الدراسات عن وجود تأثير حضاري واسع للعماليق على محيطهم، إذ كان لهم دور في تطور الحضارات المتعاقبة، واندمجوا تدريجياً مع العرب بعد الميلاد، مثل الأموريين والنبط.

في التوراة، يظهر العماليق كأول من واجه بني إسرائيل بعد خروجهم من مصر. جاء في سفر العدد أنهم "أول الشعوب"، ونهايتهم إلى الهلاك. وتكرر ذكرهم في أسفار أخرى مثل التثنية والخروج، حيث ورد أن الرب أمر موسى بكتابة تذكار لهزيمتهم، وأوصى بمحو ذكرهم من تحت السماء نظراً لعدائهم التاريخي لبني إسرائيل.

ADVERTISEMENT

تسكن العماليق في جنوب فلسطين حسب التوراة، بينما الأموريون في الجبال، والكنعانيون قرب الساحل والأردن. وتُبرز المصادر اليهودية قوتهم وبأسهم باعتبارهم العائق الأكبر أمام سيطرة بني إسرائيل على الأرض الموعودة.

أما في القرآن الكريم، فذُكر العماليق في سياق رفض بني إسرائيل دخول الأرض المقدسة حيث "قوم جبّارون"، كناية عن العماليق، مما يعكس خوفهم من مواجهتهم اعتماداً على الخوارق ورفضاً للتضحية والجهد. وتُشير الآيات إلى ضعف نفسيتهم وافتقارهم للإرادة، على النقيض من صفات العماليق.

toTop