قد يتم حل لغز وجهي القمر قريبًا

ADVERTISEMENT

يظهر الجانب القمري المواجه للأرض، الذي نراه دائمًا، بملامسه مميزة: هضاب بيضاء مليئة بالفوهات، وسهول داكنة تُعرف بالبحار القمرية، وخطوط ساطعة تنبعث من بعض الفوهات العميقة، وحفر متعددة الطبقات تتركز غالبًا في الأماكن المرتفعة. أما الجانب الخفي، الذي رُصد لأول مرة سنة 1959، فيبدو مختلفًا تمامًا؛ فهو يغلب عليه التضاريس المحفرة، بينما تكون البحار نادرة وصغيرة.

الدراسات الحديثة، التي اعتمدت على مهمة Chang’e-6، أول مهمة أعادت عينات من الجانب البعيد إلى الأرض، زودتنا ببيانات جديدة تُقارن بعينات أبولو القديمة. أظهرت النتائج فروقًا واضحة بين النصفين القمريين. فمثلًا، متوسط ارتفاع الجانب البعيد يتجاوز ارتفاع الجانب القريب بنحو كيلومترين، وقشرته أكثر سماكة بـ15 كيلومترًا، أي بزيادة تتجاوز 25 %.

ADVERTISEMENT

الفكرة الشائعة التي تربط قلة الفوهات في الجانب القريب بحماية الأرض غير دقيقة؛ فالحسابات تشير إلى أن تأثير الأرض الواقي يقلل معدلات الاصطدام بأقل من 1 %. لذا لا تكفي فرضية الحماية الأرضية لتفسير الفروق الجغرافية والجيولوجية الواضحة.

يبدو أن القمر تكوّن في بيئة حارة جدًا ضمن سديم ما قبل الشمس، حيث كانت الأرض تدور بسرعة أكبر والقمر أقرب إليها بكثير. النماذج الفيزيائية تقول إن القمر كان مقيدًا مديًا بالأرض منذ بداياته، ما يعني أن وجهًا واحدًا منه ظل مواجهًا للأرض منذ نشأته. هذا السيناريو يتوقع أن قشرة الجانب البعيد تحتوي على كميات أكبر من العناصر المتطايرة، بينما تكون هذه العناصر نادرة في القشرة القريبة بسبب تعرضها المباشر للحرارة الشديدة الصادرة عن الأرض النشطة آنذاك.

ADVERTISEMENT

الأسئلة المحورية حول نشأة القمر، والفروق بين جانبيه، وبيئته الأولى، أصبحت قابلة للاختبار مع تطور التكنولوجيا وتحليل عينات حقيقية، ما يمهد الطريق لفهم أعمق لتاريخ القمر.

toTop